ü في عشرينيات القرن الماضي انطلقت دعوة «أساسها» التوحيد «شعارها»... لا إله إلا الله الفرد الصمد بعدد ما أحاطه علم الواحد الأحد.. «رائدها» الأستاذ محمد علي العجيمي «1328 - 1372ه» حفيد الملك صلاح ملك الدُفَّار البديري الدهمشي.. كان هم الأستاذ الدعوة إلى التوحيد ثم إلى وحدة أهل القبلة.. ولاقى في سبيل دعوته هذه عنتاً ورهقاً شأنه في ذلك شأن كل أصحاب الرسالات منذ الأزل.. وتمكن في عمره القصير أن يثير عصفاً ذهنياً زلزل عروش الطائفية والمحرفين والمنحرفين وازداد أتباعه حتى سميت طريقته بالعجيمية وقد كان أنصار السنة يجدون فيه وفي دعوته عقلاً مستنيراً وطريقاً قويماً يتفق معهم في الأهداف العليا خلافاً لبقية الطرق الصوفية التي يدمغون أتباعها بالكثير من الشركيات «وتحويل الوسيلة إلى غاية» فتختلط عليهم عبادة رب العباد بعبادة العباد.. وجاء إليه طلاب العلم زرافات ووحدانا من كل أرجاء البلاد في البرصة. ü وأبرزهم الشيخ البدري «1332 - 1393ه» - «1911 - 1973م» «الشريف العبدلابي الذي حفظ القرآن صغيراً في خلوة الشيخ إبراهيم مصطفى بالقدواب ببربر وواصل تعليمه بأم ضواً بان في أواخر خلافة الشيخ حسب الرسول وخليفته مصطفى ود بدر ثم واصل تلقي العلوم على يد الشيخ عبد العزيز الدباغ عبد الماجد ورجع إلى بربر 1935 والتحق بمجلس الشيخ مصطفى الريشابي الفقيه العالم ثم عمل معلماً للقرآن الكريم بخلوة حاج الريح بعطبرة ثم سافر من عطبرة إلى البرصة سيراً على الأقدام لما يقارب الأسبوعين حتى التقى بالأستاذ محمد علي العجيمي وأخذ عليه الطريق. والسيد البدري من الأشراف النافعاب ببربر وله من المؤلفات الحكم في التصوف.. نتيجة الشروح في علم الروح.. ومنظومة الترقي والامداد على سبيل الهدى والرشاد.. وهو أول من أفتى بجواز رمي الجمار قبل الزوال وأجاز العلماء السعوديون فتواه تفادياً لمعاناة الحجاج.. واستمرت الزيارات المتبادلة بين السيد العجيمي والسيد البدري وانتقلت المحبة والعهد بين من خلفهما إلى يوم الناس هذا وإلى إن يرث الله الأرض ومن عليها بإذن الله. ü الأستاذ السيد محمد علي العجيمي الذي استحق الريادة على العلماء والمشائخ في عهده وبقي من علمه ما ينفع الناس وفي طريقته ما سبق عصره فاستشرف المستقبل وكانت تعاليمه تقول إن كل من قال لا إله إلا الله فهو أخ لنا وأهتم بتعليم المرأة وتحريرها وتحفيظها القرآن وتفقيهها في الدين وإعلاء دورها في قيادة المجتمع في وقت لم تكن أي جهة أو تنظيم أو جماعة أو طائفة تسمح للمرأة بالخروج أو المشاركة في أي مستوى من المستويات.. فحق للسادة العجيمية أن يفخروا بهذا السبق والريادة والتي صبروا عليها حتى أتت أكلها فوضعت أهداف الأستاذ المؤسس على منصة الانطلاق نحو الآفاق الأرحب. ü السيد عبد الله البدري الذي منَّ الله عليه بالشفاء بعد وعكة ألمت به أخيراً استضافته دار السيد معتصم العجيمي بالخرطوم فرحب به الأستاذ السيد معتصم قائلاً أهلاً وسهلاً أهلاً وسهلاً شرفتوا دارنا.. فرد السيد عبد الله بأدبه الجم العفو الفعو أنا الذي تشرفت بوجودي في دار العجيمي «أنا عبداً جاء لي أسياده» وكان المهندس الصافي جعفر الأمين العام لمجلس الذكر والذاكرين ريحانة ذلك المجلس فطوَّف بالحضور «الذي قصد أن يكون محدوداً حفاظاً على صحة السيد» قال المهندس الصافي إن السيد الرئيس استضاف بمنزله السيد نور الدائم العجيمي وشقيقه السيد عبد الباقي العجيمي فقالا له إن السيدالبدري وخليفته السيد عبد الله البدري إخواننا فلو أردتم تقديم أي خدمة للعجيمية نرجو أن تقدموها للسيد عبد الله البدري الذي كان قد قطع شوطاً بعيداً في تأسيس كلية عبد الله البدري التقنية بالقدواب والتي تطورت بفضل الله وهي على أعتاب أن تتحول إلى جامعة بعدما طبقت شهرتها الآفاق وبلغ عدد طلابها الآلاف وتعددت كلياتها وفروعها تأكيداً على أن رابطة الطريق أقوى من الروابط الرحمية وأن إخوان لا إله إلا الله الفرد الصمد أمتن علاقة وأقرب رحماً. ü والآن أكاديمية الأنوار وقد شارفت على إكمال استعدادها للانطلاق بعدما وجدت التأييد والمساندة من منظمة الأنوار الخيرية وقد اطمأن الأخوان والمحبون على أن وقت الاستفادة القصوى من تعاليم السيد محمد علي العجيمي وبركاته قد حان وأن الهدف هو توحيد أهل القبلة في السودان وأفراد العبادة لله الفرد الصمد.. ومواكبة العصر وعلومه الحديثة. ü المرحومة بت حجر والدة الصافي زارته في بريطانيا فسألها أحد المسلمين في بريطانيا وهو ينظر إلى شلوخها الأفقية إلى أي طريقة تنتمي فقالت له «أقرأ لي سورة الفاتحة فقرأها حتى بلغ قوله تعالى إهدنا الصراط المستقيم» فقالت له «بس مالو ما قال الصراطات».. الصراط واحد يا ولدي.. فبكي الرجل وقال لها مين علمك كده؟ فقالت له السيد محمد علي العجيمي «يرحمهما الله». وهذا هو المفروض