لك الله يامصر قلب الأمة العربية ووطن كل العرب وملاذهم الآمن ولنا فى السودان القاهرة والمدن المصرية لانفرق بينها وبين مدننا . أعاد الله مصر كما نحبها . والإعلام عند كل مصيبة وحرب ونازلة أضحى يتفنن فى خطب ود المتلقي ويسعى الى إشباعه بل وشبعه . بعد الحرب العالمية الأولى وقبيل الحرب العالمية الثانية استخدمت وسائل الإعلام (الصحافة الورقية + الراديو) استخداماً مريعاً بواسطة السياسيين ليبراليين وسلطويين وقدمت هذه الوسائل تنويراً وتضليلاً بحسب جهة الاستخدام وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية سعت هذه الوسائل من خلال الاستخدام الواسع لها والعائد الذى بدأ يعود منها لملاكها الى توسيع رقعة انتشارها وزيادة جمهور متلقيها فكان مزيج البث الفضائي وتقنية الحاسوب التى تخطى بفضلها الإعلام الحدود ورقابة السلطة . وبعيداً عن السرد التاريخي لتطور الإعلام فقد جاء العقد الأخير من القرن العشرين حاسماً فى تغطية الاعلام للمنطقة العربية وذلك فى أعقاب حرب الخليج الأولى وانهيار القطب الشيوعي والتحولات الكبرى التى شهدتها العلاقات الدولية والعلاقات العربية العربية وجاءت القنوات الفضائية فكان النموذج الغربي أولاً ممثلاً فى الCNN وال BBC ثم القنوات العربية التى تبث من الدول الأوروبية ولكن منشأها الأصلى وتمويلها سعودى مثل الMBC والART والOrbit والتى كانت فى غالبها قنوات ترفيهية ورياضية وبدأ التنافس على الفضاء كل دولة عربية لها حيز تستخدمه إما لتخدير شعوبها أو لإلهائه بل ولهروبه من قضاياه المركزية . فى أعقاب الحادى عشر من سبتمبر وفى ظل الاتهامات الأمريكية والغربية الصريحة والمستترة للعرب والمسلمين بترويعهم للعالم لم يتورع الإعلام الغربي ومناصروه من المنطقة من توجيه كل المحتوى الإعلامي لتشويه الاسلام وسماحته وصورة المسلم التى تبرر اعتقاله بل واغتياله دون أن يناهض ذلك المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وحقوقه الأساسية فى الحياة فكانت معسكرات الاعتقالات السرية فى معظم أنحاء العالم وفى جوانتانامو وكانت أبوغريب والأقصى وشرق السودان ومع توفر التقنية وشئ من الارادة عند قلة من العرب بدأت بعض القنوات الإعلامية العربية تنقل الحقيقة وتزامن مع ذلك أن يجد من تسد فى وجوههم قنوات بلادهم الإعلامية مساحة واسعة فى شبكات المعلومات الدولية ووسائل الإعلام الجديد فظهر المدونون والمجموعات الالكترونية وجماعات الأنس والتواصل فنهشوا لحم حكوماتهم ونشروا فضائحها على المستوى الدولى ولم يكن فى الامكان لهذه الحكومات الاختباء وراء الحدود القطرية أو الخزائن الحديدية الأزمة المصرية الدائرة أبرزت أن إغلاق مكاتب القنوات الفضائية وطرد مراسليها لايمنعها من متابعة الأحداث وتقديم خدمة مباشرة لمتلقيها ويكون الآلآف هم مراسلوها وتصل إليها دون جهد مقاطع الفيديو لوقائع وأحداث لاتتوفر للقنوات الأخرى . الإعلام تجاوز الوجودالمادي بل الفضاء ساحته وحقله ينقل منه مايريد ويصل عبره إلى من يريد .