كشف المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني عن ملامح دولة الشمال الجديدة بعد انفصال الجنوب واتجاهات مساراتها السياسية والأمنية والاقتصادية في المرحلة الجديدة، وأكد البشير أن حكومته مع إطلاق الحريات وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تتضمن برنامجا وطنيا يستوعب تحديات الجمهورية الجديدة وتعهد بتجديد القيادة ومراجعة خطط وإستراتيجيات الدولة واجتثاث الفساد والعودة إلى الجذور والتمسك بالشريعة الإسلامية كمنهج للحكم وفي المقابل اطمأنت قيادة الشباب والطلاب على إستراتيجية الدولة ومدى قدرتها على مجابهة التحديات في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها السودان وعاهدت الرئيس على الثبات والالتزام بقيم التنظيم والشريعة الإسلامية والوقوف بقوة خلف قيادة الدولة. حكومة عريضة وليست انتقالية رفض البشير مطالبة المعارضة بحكومة انتقالية وقال عرضنا حكومة ذات قاعدة عريضة تتضمن برنامجا وطنيا مشيراً إلى أنهم مع إطلاق الحريات وفق القانون وليس الفوضى. مفوضية لمكافحة الفساد وقطع بأن الشمال موعود بنهضة اقتصادية قوية عقب انفصال الجنوب عبر وضع استراتيجيات لرفع معدلات الإنتاج وتقليص الانفاق الحكومي ودعم الشرائح الفقيرة وحذّر من مغبة التستر على الفساد واصفاً أياه بالمرض الخبيث والقاتل لافتاً النظر إلى أهمية عدم إطلاق الاتهامات بدون اثبات وكشف عن مشاورات لتشكيل مفوضية لمكافحة الفساد وإصدار توجيهات للأمن الاقتصادي بضبط التهرب الضريبي وفبركة الفواتير للقبض على سارقي قوت الشعب. تجديد القيادة وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة تجديد القيادة في الدولة والحزب داعياً لإبطال دعوات الجهوية والقبلية والبحث عن قيادات شابة لتقديمها في العديد من الأماكن مشيراً إلى أهمية الحفاظ على شباب الدولة لافتاً النظر إلى تجديد القيادة الصينية كل عشر سنوات من مدة الحكم الذي اعتبره ساهم بشكل فعال في تجديد شباب الدولة وقوتها في نظام الحكم مقابل عدم التجديد في القيادة الروسية. وأضاف لماذا نفرض أنفسنا ونسرق حقوق الجيل ده.. الجيل ده ليهو عقلية وثقافة مختلفة وأنا شخصياً مع التجديد. وثيقة السلام أو أبوجا وقطع البشير بأن جوهر إستراتيجية سلام دارفور يتمثل في الأمن مشيراً إلى تحسن العلاقات مع دولة تشاد وحذر حكومة الجنوب من التعامل بالمثل من خلال عدم رفع يديها عن دعم حركات دارفور، مشيراً إلى أن التفاوض وصل نهاياته وكشف عن إبلاغ الوساطة بضرورة توقيع وثيقة السلام أو أن تنسى الموضوع وأشار إلى أن الحكومة سوف تعتبر اتفاقية أبوجا هي الأساس مؤكداً أنهم سيبدأون في الحوار الدارفوري الدارفوري مع تغيير إستراتيجية الإقليم وتأمين عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم وقراهم ودفع التعويضات الجماعية والفردية وجمع السلاح من أيدي المواطنين وحسم الحركات من أجل أن تكون دارفور آمنة مستقرة. لن نسمح بقوات عازلة بين الشمال والجنوب وأكد البشير استمرار الحوار مع الحركة الشعبية في قضايا مابعد الاستفتاء خاصة قضايا الديون والبترول والحدود مشيراً إلى أنهم رفضوا مقترح الحركة بشأن نشر قوات دولية عازلة في الحدود بين الشمال والجنوب لافتاً النظر إلى أنهم يبحثون كيفية إيجاد منطقة عازلة بين الطرفين دون الحاجة لقوات دولية، وجدد الرئيس تمسكهم بحقوق المسيرية في التصويت في استفتاء أبيي باعتبارهم من السكان الأصليين في المنطقة وجزء أساسي من مكوناتها مؤكداً استمرار الحوار حول الموضوع للوصول لحل مرضي للطرفين. نحن أكثر سعادة بثورة مصر وتونس وأعرب البشير عن سعادته بثورتي مصر وتونس وأكد أنه أكثر سعادة بما حدث في مصر وتونس لأن الأنظمة فيها مستبدة وضغطت على الشعوب بما فيها الإسلاميين وزجت بهم في السجون وأشار إلى أن النظام الصهيوأمريكي الآن يرتجف لأن اذياله قد أطاحت بها ثورات الشباب لكنه أكد أن النظام الأمريكي لن يغير إستراتيجيته لكنه سيغير تكتيكاته وخططه فقط. المعركة مع الغرب لم تنته بعد وأكد البشير أن المعركة الالكترونية لم تنته بعد وأنها سوف تستمر بالحديث عن الفساد لهز الثقة في النظام مشيراً إلى الاتهامات السابقة التي اطلقت بأن لديه حسابات مصرفية في لندن الأمر الذي قال إن بريطانيا نفته بشدة من تلقاء نفسها وكذبت الشائعة ووصفت مطلقيها بالكذابين. لن نتنازل عن حلايب وقطع البشير بعدم التنازل عن مثلث حلايب. مشيراً إلى أن الحكومة تقوم بتجديد شكواها سنوياً لدى مجلس الأمن الدولي للنظر في مثلث حلايب مؤكداً أن القضية واضحة مطالباً بضرورة الانتظار إلى حين حل القضية وقال ربما تحل القضية مع النظام المصري الجديد عبر الحوار. الشريعة الأساس واتّهم البشير الغرب بالسعي لتشويه صورة السودان ومحاربة إخضاعه بشتى السبل لافتاً النظر إلى أن النظام تعرّض للعديد من الضغوط مثل الحصار الاقتصادي والسياسي لكنه أكد أن تلك الخطط باءت بالفشل لقوة وعزيمة قادة النظام ووضوح مشروعه الإسلامي والتفاف الشعب السوداني حوله الأمر الذي قال إنه مكنه من مواجهة التحديات وطالب البشير بأهمية توحيد الجبهة الداخلية ونبذ الفرقة والشتات والنظر إلى مصلحة الوطن والمواطن باعتبارها من أدوات التصدي الحقيقي لمكائد الأعداء ومخططاتهم. لا جدوى من الوعود الأمريكية وشكك البشير في جدوى وفعالية الوعود الأمريكية الداعية لرفع اسم السودان من ملف الإرهاب وتطبيع العلاقات وقال إن الرئيس السابق للولايات المتحدةالأمريكية جورج بوش تعهد شخصياً بدعم السودان وتطبيع العلاقات بين البلدين إبان التوقيع على اتفاقية «أبوجا» لكنه أكد أن كل الوعود ذهبت أدراج الرياح واتهم البشير الحلف الصهيوامريكي بأنه لا يريد الخير للسودان ويكن العداء له وأضاف ان الغرب يخطط الآن لتشويه صورة الحكومة وزعزعة الثقة بين قياداتها وقال إن أي نظام يدور في الفلك الأمريكي بات يرتجف الآن في إشارة للثورة المصرية والتونسية.