صحيح إنّ منتخب أولاد جنوب أفريقيا قد أفلح في حصد العلامة الكاملة متصدرًا مجموعة ود مدني بجدارة وبات مرشحا بقوة (لمدافرة) المنتخب السوداني في الطريق نحو منصة التتويج بلقب البطولة وقد تنفس الكثيرون الصعداء لعدم مواجهته لمنتخبنا في الدور ربع النهائي. ولكن مع هذا يجب علينا ألا نستهين بقدرات منتخب النيجر ..الذي اقتلع البطاقة الثانية مفجرًا مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن لدغ النجوم السوداء الغانية في الدقائق الأخيرة لمباراتهم الفاصلة فأطلق عليه جمهور ود مدني بعدها لقب (الكوبرا). فهذا المنتخب الشاب كما وضح لنا من خلال متابعتنا الدقيقة لمبارياته بود مدني ينتهج أسلوب الأفعى (الكوبرا) في الانقضاض على خصومه فهو (يتمسكن) و(يلبد) في منطقته الخلفية معظم زمن المباراة متيحاً لخصمه مساحة واسعة للحركة والسيطرة الميدانية إلا أنه يكشر عن أنيابه ويتعامل بشراسة تجاه كل من يفكر في الاقتراب من تخوم مرماه. ٭وبعد أن يسقي خصمه بضع جرعات من كؤوس الطمأنينة فيهدر لياقته البدنية ينتفض فجأة و(هب) بلدغة قاتلة في الجزء الأخير من المباراة ثم يعود أدراجه للدفاع عن مرماه بنفس الشراسة . ويكفي أن نشير هنا الى الإشادة التي حظي بها المنتخب النيجري من قبل خصومه بمجموعة مدني فقد قال سيمون نجوماني مدرب جنوب افريقيا هذا المنتخب أدهشني حقيقة بتماسكه وأدائه الرائع وأضاف جاكوب كابتن البافانا قائلا: المنتخب النيجري قوي وشرس وقد تخطيناه بصعوبة. وبعد.. هذه الكلمات ليست للتخويف بقدر ما هي جرس إنذار مبكر لنجوم منتخبنا الأشاوس وجهازه الفني للتعامل بجدية مع الخصم في لقاء اليوم وعدم الاستهانة بقدراته مع خالص أمنياتنا لصقور الجديان بمواصلة مشوار الانتصارات. من (شان) إلى شأن بعد نهاية مباريات مجموعة ود مدني لبطولة الأمم الافريقية للمحليين (شان) نعود مرة أخرى للشأن المحلي لنجد أن الرومان قطعوا شوطا كبيرا في محصلة الاعداد الجاد تحت قيادة المدرب جمال أبو عنجة بعد أن نجح مجلس ادارة النادي بقيادة رئيسه عبد الرحيم فضل الله وسكرتيره النشط محمد الطيب يس في توفير الميزانية اللازمة للمرحلة الاعدادية رغم سوء الأوضاع المالية التي يمر بها النادي فاستحقوا الإشادة والتقدير. أما الأفيال فقد حسموا أمرهم أخيرًا باختيار الخبير عبد العال ساتي مدربًا للفريق وهو بلا شك قرار موفق وحكيم يؤكد على نضج الفهم الإداري خاصة وأن عبد العال هو أحد أبناء مدني الغيورين على سمعتها ومكانتها إضافة لمؤهلاته وخبراته الثرة وحقيقة لاتوجد ثمة مقارنة بينه والأسماء الأخرى التي كانت مرشحة لتدريب الفريق. أما سيد الأتيام (فيادوب) بدأ المرحلة الأولى للإعداد تحت اشراف المدرب عمر ملكية الذي يعشم الأهلاوية أن يعالج لهم عقم التهديف بالتركيز على مهاجمين جدد بعد صرف النظر عن قدرين وصحبه الذين أسقطوا سيد الأتيام برواشتهم