٭ تفاءلنا خيراً عندما تسلم المدرب القدير جمال أبوعنجة زمام التدريب بنادي الاتحاد.. عطفاً على تجربته السابقة التي شهدت نجاحاً مبهراً مع سيد الأتيام عندما كان الأهلي يهز ويرز.. قبل أن يجور عليه الزمان ويفارق الممتاز. ولكننا اندهشنا حقيقة لمظهر الرومان البائس في أولى مبارياته أمام النسور.. وهو يتواضع ويفشل في تحقيق الفوز على فريق صاعد للممتاز «يادوب».. وعلى أرضه ووسط جمهوره.. هذا إذا كان هناك جمهور في الأصل. ولأن البدايات المتعثرة دائماً ما تشير لسوء الخاتمة.. وعلى رأي المثل: الخريف من رشته والعريس من بشته.. فقد خفنا حقيقة على الاتحاد من «رشته» الأولى التي كانت مؤشراً لخريف شحيح سيعاني فيه الرومان فيما يبدو من جفاف في النقاط وتصحر في الانتصارات. ٭ وقد انطبق المثل أعلاه بالفعل على الاتحاد بعد أن خسر ثاني مبارياته أمام الأهلي العاصمي.. ثم واصل نزيف النقاط بهزيمة أخرى أمام هلال الساحل ولا ندري إلى متى سيستمر مسلسل الإخفاقات. ٭ ولعل أكثر ما لفت أنظار المتابعين لآداء الرومان في مباراتيه أمام النسور والأهلي.. هو ارتفاع مخزون اللياقة البدنية لدى لاعبيه بصورة ملحوظة.. إلا أنهم يستثمرونها مع الأسف حصرياً في الشق الدفاعي عن مرماهم فقط دون المجازفة بفتح اللعب وصناعة الهجمات.. مع الاعتماد كلياً في هجماته الخجولة على المجهودات الفردية لمهاجم الفريق زهير زكريا الذي تدنى مستواه كثيراً وفقد مميزات الاختراق والتهديف فطفق هو الآخر يعيد الكرات القليلة التي تصله للخلف. ٭ وحتى لانظلم المدرب القدير جمال أبوعنجة.. فربما يكون قد اضطر لانتهاج هذه الطريقة الدفاعية العقيمة بناء على قدرات لاعبيه وإمكانياتهم.. خاصة وأن الفريق يضم ستة لاعبين جدد يشاركون لأول مرة في الممتاز ويفتقدون الخبرة.. ولكن مع هذا فإن هذه الطريقة قد تكون مبلوعة عند مواجهة الأندية الكبيرة كالهلال والمريخ.. ولكنها بالتأكيد غير واقعية في بقية المواجهات و«مابتاكل نقاط» في سوق الممتاز.. إذن فالخواف قد يربي عياله كما يقول المثل ولكنه في عالم الكرة يربي هزائمه يا أبوعنجة. عثرة الأفيال: لم أصدق أذني وأنا استمع لخبر هزيمة الأفيال بالثلاثة أمام الأمل العطبراوي رغم أن الفريق سبق وعجز عن تحقيق الفوز في مباراته الأولى على أرضه في مواجهة الموردة.. بل كسب التعادل بشق الأنفس في آخر دقائق المباراة. ٭ إلا أن عشمنا كان كبيراً في الأفيال التي تعود لسكة الانتصارات.. خاصة وأن الفريق مطرز بعقد من النجوم اللوامع بقيادة حارس المنتخب الوطني المتألق بهاء الدين وصالح سنار ويوسف القوز ووليد سعد بجانب المهاجم الخطير فضل بابور.. ولكن يبدو أن فترة الإعداد التي بدأت متأخرة قد انعكست سلباً على مظهره إلا أن أكثر ما نخشاه هو أن تؤثر هذه النتائج السالبة على استقرار الجهاز الفني الذي يقوده الخبير الكبير عبد العال ساتي الذي يتربص به البعض أصلاً و«شامنو» منذ لحظة اختياره مدرباً للفريق.