«م.س».. والزبد يتطاير على أطراف شفتيها والكلمات تتحشرج على غرغرة أسى.. «عشر سنين.. وشهادتي حبيسة الأدراج.. لم تؤتِ أكلها.. رغم أنها لم تأت بالساهل.. جاءت بعد لت عصي مع الأيام والأقدار.. بحثت عن العمل حتى صار برنامجي اليومي «اللهث وراء العمل» في حد ذاته.. تنازلت وحاولت أن أنسى أن لي شهادة.. وعدت للوراء مثل الكثيرات والكثيرون فصرت «قاطعة زلابية» ومؤانسة للمام الشارع.. فلماذا لا أخرج للشارع وقد ألفني وألفته.. ما أصابني من تقنيات العولمة إلا هذا «الموبايل» الذي تستعين به رفيقتي «بائعة الشاي» عندما يتنادى زبون يطلب كوب شاي مصحوباً بصحن الزلابية.. وأنا هنا لا أطلب الإنصاف.. فقد فات الأوان الذي اتهافت فيه على وظيفة حكومية أو بالقطاع الخاص فقد صرت في عداد «الشوارعية».. ويا له من شارع بات مارداً على السلاطين ثم إنني نسيت ما درسته وصرت لا أعرف أي فرع من العلوم قد تخصصت فيه فقد عدت تلك الأيام كسحابة صيف.. عذراً لا تحاولوا العودة بي إلى الوضع الصحيح فقد بت لا احتمله وبات لا يتناسب مع مؤهلاتي «الشوارعية» اذهبوا لصديقتي «خ.ع» ربما استفادت من محاولاتكم الكريمة هذه.. هذا عنوانها وهي الأحق بذلك الشيء مني أقلاه «إنني ضمنت هذه الزلابية».. فتتحرك عربة هؤلاء الباحثين عن الرضاء العام بعد أن قدروا أن الموج قد يكون عاتياً من باب هؤلاء.. والعربة تتهادى في الطرق المتعرجة الملتوية وتتوه في «دقداقات» الحي الطرفي الحزين الملامح.. والسؤال يفرض ظلاله أين منزل «خ.ع».. يمين.. شمال.. إلى أن بلغت العربة المرمى و «خ.ع» تبدو لهم في شكل شائه وهي تصطك «العلكة» وتخاطبهم بلهج باهت الملامح فحواه أنها لا تكترث لمن يقف أمامها فهي لا تتوسم فيهم الاحترام فقد تركت محطاتهم وراء ظهرها يوم لم تحس بوجودهم العملي في حياتها.. «ايوه.. منو السمحين.. دايرين شنو.. صبحية ولا جرتق وطهور.. اختاروا الأغاني بس والحساب أكيد مضمون».. فما كان منهم إلا أن أدركوا أن هذا الشارع قد ابتلع الكثيرين بعيداً عن مراميهم ولا بصيص أمل في لملمة أشتاتهم الضائعة وربما كانت قاطعة الزلابية الأفضل حالاً.. آخر الكلام:-ليس عيباً أن تكون الشوارع مسكونة بالأرزاق والمسترزقين ما دامت هي الباعث على الحراك والتجارب والتباعد.. وليس عيباً أن تمتهن فيها ما يكفيك شر سؤال النّاس، ودمتم.