يبدو أننا نحتاج إلى وضع جدول لأزمات الموسم الكروي ..جنبا إلى جنب جدول المنافسات. فما أن تبدأ إجراءات بداية موسم التنافس ، وتحديدا منافسة الدوري الممتاز..إلا وتظهر الأزمات ملازمة لتلك الإجراءات الابتدائية، وكأنما هي جزء مكمل. أعلن رسميا عن حصر البث المباشر للدوري الممتاز لفضائية قوون المثيرة للجدل بحكم الإنتماء والولاء المطلق لنادي الهلال دونا عن بقية أندية الممتاز. وكان من الطبيعي جدا أن يعلن نادي المريخ رفضه حصر البث على فضائية قوون التي أعلن عن مقاطعتها رسميا الموسم الماضي، وبتحفظ كبير، وألتزام صارم بقرار المقاطعة. وهنا تبدو أزمة، لا ندري كيف سيخرج منها الإتحاد العام الذي يميز أفراده ضعف التنبؤ الإداري، وضعف القراءة ..وهو ما يجعلهم يعيشون في أزمات لا تنتهي! كان الأرجح أن تتم دراسة عرض قوون من عدة زوايا ..من بينها الأنتماء الملتزم لنادي الهلال دونا عن بقية الأندية الممتازة ، وعلى رأسها المريخ الذي هو الجزء المكمل لنجاح الدوري الممتاز! حتى وإن كان العرض المالي هو الأكبر من بين الفضائيات المتسابقة، فإنه لا بد من النظر إلى جوانب أخرى من بينها ما أعلنه نادي المريخ من قبل بشأن مقاطعة القناة. وبما أن اللسان الرسمي لمجلس المريخ لهج برفضه التعاون مع فضائية قوون، كما أورد ذلك الأخ محمد جعفر قريش، فإن الموقف المريخي لن يتغير إلا بعد تدخل من قبل الإتحاد العام ..ليس لفرض الأمر على المريخ إنما للوصول إلى صيغة تفاهم بين المريخ والقناة أو فتح الباب مجددا أمام الرعاة. ولكن يبدو أن الإتحاد العام لا يريد أن ينهي الأمر بسلام والدليل على ذلك إستلام دفعة من أموال الرعاية من قناة قوون وتسليم جزء يسير منه لأندية الممتاز. أي التنفيذ الفوري للعقد دون فتح الباب أمام النقاش والجدل, ووضع الجميع أمام الأمر الواقع..بما فيهم المريخ! هذا من جانب. من جانب آخر ..فقد كرر الإتحاد العام خطأ الموسم الماضي ، ولم يتعظ من الدروس ..ويبدو أن المال يعمي بصيرتهم الإدارية، فيركضون خلف المال وينسون المنافسة ذاتها. تمنينا أن ينظر الإتحاد إلى منافسته الأولى من باب الحرص على ترويجها جيدا بمنح حق البث وحصره لفضائية الجزيرة ..فهذا ما يمنح الدوري السوداني وضعا أدبيا بجانب الكسب المالي حتى وإن قل مقارنة بما قدمته فضائية قوون. ونسى قادة الإتحاد العام ..كيف شهدت مدرجات ملاعب الممتاز فراغا جماهيريا عريضا بعد أن كان النقل يتم مباشرة عبر الفضائية السودانية، وفضائية قوون نفسها. ويبدو أن وجود الجمهور بكثافة بملاعب المنافسة لا يهم قادة الإتحاد العام في شئ ..فقط المال..ولا شئ غير المال. ولا أعتقد أن تسليم أندية الممتاز مبلغ متساوي من أول مبلغ مستلم فعليا من قناة قوون .. يعني إرضاء فرق الممتاز ..لأنه مبلغ لا يساوي شيئا أمام الصرف الكبير على تلك الفرق وهو ما لا يعوضه غياب الجمهور عن المدرجات.