كشفت وثيقة بموقع ويكيلكس عن ضغوط مارسها الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك على رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لتطبيع علاقات الخرطوم مع إنجمينا بجانب عدم معاداة الدول الغربية ومنح المنظمات العاملة في المحور الإنساني بدارفور حرية العمل في الإقليم دون أي معوقات. وأشارت الوثيقة على لسان مستشار الرئيس السفير سليمان عواد إلى أن مبارك شدد للبشير على ضرورة الوصول لحل لقضية أبيي للحيلولة دون احتدام الصراع بين قبيلتي المسيرية والدينكا. وأكد مبارك خلال الاجتماع الذي عقد بينهما في يوليو من العام 2009م أن الخطوات التي قامت بها الحكومة غير كافية خاصة وأن الوقت ليس في مصلحة السودان بغض النظر عن نتائج التحكيم بشأن المنطقة. وقال ويكيلكس بحسب عبده هاشم مستشار مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان إن مناوي أيّد مبادرة السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي الخاصة بجلب منظمات إنسانية بديلة لتلك التي تمّ طردها عقب صدور قرار المحكمة الجنائية بحق البشير، فضلاً عن دعمه لجهود الجنرال سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي للسودان بشأن وفق إطلاق النار بدارفور، وأشار هاشم إلى أن مناوي أعرب عن أمله في أن تبذل الحكومة الأمريكية جهوداً إضافية بشأن دارفور، مشدداً على ضرورة أن تحظى حركته بتعاون شامل دون أي تعهدات لحركة العدل والمساواة والحركات الأخرى. وأشار ويكليكس إلى أن جهود الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي لن تنجح لمواجهة المؤتمر الوطني وتوحيد السودانيين، وقال طبقاً لعبده إن المهدي ليس رجلاً مؤهلاً لحل الأزمات، مؤكداً ندم مناوي على توقيع اتّفاقية أبوجا، وأوضح رغبة مصر في عقدها لمؤتمر لتوحيد رؤية الحركات الدارفورية المسلحة، منوهاً إلى أنها غير متحمسة لمنبر الدوحة التفاوضي. وقالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارغريت سكوبي إن مصر كانت متحمسة لحل قضايا السودان وأعربت عن قلقها من نجاح منبر الدوحة الذي قالت إنه سيكون على حسابها، وأكدت عقب سلسلة من الحوارات مع قادة الحركات المتمردة أن معظمهم غير مؤثر باستثناء بحر إدريس أبو قردة رئيس الجبهة الوطنية للوحدة وعبد الله يحيى رئيس حركة تحرير السودان جناح الوحدة ومحمد صالح حربة نائب رئيس حركة تحرير السودان «وحدة جوبا». وقال عبده هاشم إن الرئيس التشادي إدريس دبي غير مهتم بالتعامل مع السودان والالتزام بالإتفاقيات التي وقعت بين الخرطوم وإنجمينا، مدللاً على عدم مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت بالخرطوم، منوهاً لتخوف الحركات الدارفورية من تركيز غرايشون لجهوده نحو الجنوب دون دارفور.