لن نتفاءل اكثر مماينبغي فنعتقد ان استبدال المسؤولين في وزارة الصحة بآخرين سينهي الازمة المستفحلة في القطاع الصحي ، فهذا القطاع ابتلي بسلسلة متلاحقة من الامراض والعلل ، وبدلا من ان يكون سببا في علاج الناس اصبح مدخلا لمعاناتهم وعذاباتهم ،بعد ان امتلأت الملفات بتردي الخدمات وتراجع الاداء وكثرة حالات الاهمال والاخطاء الطبية ، علاوة على الفساد المالي والاداري الذي تحدثت عنه الصحف وتعرضت بسببه الى المثول امام المحاكم في مواجهة اتهامات تتصل بالنشر الضار واشانة السمعة وغيرها . القضية في الواقع تحتاج الى رؤية استراتيجية متكاملة للقطاع الصحي ، تعزز لمناخات مواتية للنهوض بالقطاع وتدعم مساراته المختلفة من تأهيل وتدريب للكوادر الطبية وتحسين لأوضاعهم وتوفير للمستشفيات والمراكز الصحية المدعومة بكافة الاجهزة والمعدات الطبية ، وقبل ذلك لابد من ترتيب لاوضاع البيت من الداخل بحيث تحدد صلاحيات واختصاصات كل طرف وجهة وضمن الشفافية والافصاح اللازمين منعا لاية تجاوزات وتحقيقا لمبدأ المساءلة والمحاسبة . لقد ظللنا نسمع من المسؤولين عبارة « صحة المواطن خط احمر » ولكن ماكان يحدث في الواقع يتنافى تماما مع هذه التحذيرات والشعارات ، بدليل ان امور القطاع الصحي تدهورت ووصلت الى طريق مسدود استدعى تدخل الرئاسة لحسم الامر وانهاء المشكلة التي مازلنا نعتقد ان حلها بشكل جذري سيحتاج لمزيد من الوقت الى حين وضع المعالجات الملائمة والتي تنظر بجدية كافية لخطورة المسألة والتداعيات الكارثية التي يمكن ان تنجم عنها . لقد حاولت الحكومة ممثلة في الوزراء والمسوؤلين السابقين عن القطاع الصحي اطلاق العديد من المبادرات التي تسهم في نهضة القطاع ، غير ان بعضها دراسته لم تكن وافية وواقعية فيما تعثر البعض الاخر في مراحل التنفيذ بسبب التنازع حول الصلاحيات وسطوة البعد السياسيى على الجانب المهني ، وغياب الرادع اللازم للتفلتات التي حدثت في القطاع الصحي . نأمل ان يتمكن الطاقم الجديد في وزارة الصحة من تجاوز عقدة الماضي واشكالاته وان ينشغل اكثر بمصالح المواطنين ومقابلة احتياجاتهم بدلا من العودة مجددا لمسلسل الصراع الطويل والممل والذي رغم التعيينات الجديدة مازال مستمرا حاملا مفاجآت مزعجة كان اخرها خبر استقالة وزير الصحة الاتحادي من منصبه وماساقه من مسببات تؤكد على المرض الخلافي المزمن في جسد القطاع الصحي . ما وراء اللقطة :- تمنياتنا بالشفاء العاجل لوزارة الصحه كي تعود بكامل عافيتها لمعالجة المرضى بدلآ من تعميق جراحاتهم وعذاباتهم ..ودعواتنا بأن تتحول مقولة « خط احمر» الى حد فاصل لايسمح لأي من كان بتجاوزه !