الموت .. مر ... من هنا عبرت جحافله حدود الأمكنة لا زالت الصرخات تعبر من هنا لا زالت الدمعات تسكن في المآقي والمشاهد محزنة لا زالت الأشجار تبكي الراحلين العابرين هناك في شرخ التخوم وتستفيق مع الشهيق وتسكن الأوجاع أوردة النفوس فاليوم لا عطر ولا أقمار تسطع لا شموس لا شيء غير الصمت يرفل في ثياب الموت والحزن الضروس يحاصرني الحزن مثل السراب يحاصرني الصمت والشمس هاربة في مداد الضباب تودع الريح عند المغيب فلا من مجيب وترفع الكف تنشد أغنية للسحاب تفر تكر فأين المفر وتأتي الأعاصير تمحو الخطى ويبقى النحيب توشح إحزانها بالظلال الا أيها العمر لم يبق غير أغاني الرمال مضى الأقربون وغابوا وراء التلال هنالك حيث الرياح وحيث السديم وحزن قديم وقمر المحاق يرفل في الصمت يدعو النجوم فلا نجمة تضيء هذا المساء ولا شيء يعبر لا حلم يقفز لا حتى نشيد يحاصرني الحزن مثل الرياح فلا حلم يأت ولا قهوة مرة تعيد إلى العمر زهو المساء وورد الصباح