على الجانب الغربي للأزرق الهادر ترقد أخصب المناطق وأجملها وجاء اسمها على طبيعتها الجغرافية (أرض جرف زراعية» تاريخها ضارب في ذاكرة الأمكنة حيث إنها جزء من دولة علوة القديمة، حدودها تمتد حتى سوبا شمالاً محازية للبراري وتضم في حضنها السلمة وجبرة والمجاهدين ومايو والمعمورة والفردوس والرياض والمطار والطائف بعد أن كانت مراعي واسعة شاسعة تغيّرت بفعل الطفرة الاقتصادية ونمو الحضر. الاسم جاء من الجروف وهي الأراضي الزراعية الخصبة المستوية التي تزرع فيها العيوش والحبوب والخضروات وغنية أيضاً بالجنائن وأشجار المانجو والجوافة فاكتسبت صفة الجمال والخضرة وتغنى لها الشعراء أشهرهم الصادق الياس الذي كتب: عندي شوق لنيلنا والأهل والطيبة والجريف واللوبيا وباقي ذكرى حبيبه الجريف سكنتها قبائل عديدة ومشايخ وترعرعت فيها العديد من الشخصيات المعروفة والقومية في كافة المجالات غير أن النهضة العمرانية التي سادت البلاد غيرت ملامحها فباع معظم السكان أراضيهم وتحولت إلى خطط سكنية وعمارات شاهقة تخترقها شوارع كبيرة واسعة أشهرها شارع الستين وشارع النيل الجديد وكبري المنشية الذي ربط شرقها بغربها مما جعلها منطقة سياحية ذات مستقبل مُشرق.