آخر ما توصّل إليه سيف أبيه القذافي من سوء الخُلق وانعدام التربية، وقلة الأدب، أن قال ب(فم مليان) وصوت عالٍ وهو وسط أنصاره وأنصار أبيه داخل حرز مأمون وحصين يوم أمس في مدينة «طرابلس» آخر ما تبقى له ولوالده ولأتباعهما من المجرمين والقتلة ومصاصي الدماء، قال ساخراً: (نحن لا نُريد العرب.. طُظ في العرب.. ولا نُريد الجامعة العربية.. لا نُريد عمالة عربية سنتّجه لاستخدام العمالة الآسيوية من هنود وبنغال). قلة الأدب التي خاطب بها سيف أبيه القذافي الجمع القليل الذي كان أمامه، لا نحسب أنّها جديدة، إذ إن كل إناء بما فيه ينضح، وقد سبقه القذافي الأب إلى استخدام كلمة «طُظ» في الخُطب الرسمية وعلى الهواء مباشرة عندما كان يُهاجم الولاياتالمتحدةالأمريكية إذ كان هتافه المُقدّس هو (طُظ.. طُظ.. في أمريكا) وذلك قبل أن يركع ويخنع ويصبح أول عميل ومتعامل مع البيت الأبيض تحت الضوء وفي الخفاء. وقلة أدب سيف أبيه القذافي نرى أنّها خطوة استباقية لما سوف تخرج به اجتماعات جامعة الدول العربية اليوم السبت في القاهرة، والتي سبق لها أن علقت مشاركة الوفد الليبي الذي يُمثّل نظام العقيد القذافي احتجاجاً على تعامل نظام طرابلس مع الاحتجاجات التي يقوم بها الشعب الليبي في مواجهة القذافي وأبنائه وزبانيته. الذي نتوقعه اليوم السبت من الاجتماع الاستثنائي لجامعة الدول العربية هو سحب الثقة من نظام القذافي والاعتراف بالمجلس الوطني الليبي، ودعم فكرة فرض عقوبات على النّظام الليبي الذي فقد شرعيته خلال هذه الانتفاضة الشعبية القوية.. وهي خطوات كان من الواجب أن تتم قبل فترة لإيقاف حمامات الدم التي يُنفّذها العقيد الليبي وزبانيته في مواجهة الثوار. نتوقع اليوم السبت وبعد سيل الشتائم التي أطلقها سيف أبيه القذافي أمس، نتوقع أن يُعضّد مجلس الجامعة الخطوات التي قامت بها دول مجلس التعاون الخليجي وهي سحب الثقة والشرعية من نظام القذافي الذي لم يعد يمثل إلا نفسه.. أما الشارع العربي الذي ساند الثورة الليبية منذ لحظة انطلاقة شرارتها الأولى فلا يملك إلا أن يرد (طُظ) القذافي وابنه إليهما.. لكنّها ستكون (طُظاً) قوية هادرة كاسحة وماسحة لن يبقى بعدها من قوى البطش إلا الذكرى السيئة.