بحضور العديد من الشخصيات السودانية يتقدمهم الرئيس السوداني الأسبق ورئيس جمعية الصداقة السودانية المغربية ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية المشير عبد الرحمان سوار الذهب، أعلنت السفارة السودانية بالمغرب عن إنشاء المركز الثقافي السوداني بالمغرب وقد ضم هذا اللقاء أيضا أعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية، وعدداً من الطلبة السودانيين بالمعاهد والجامعات المغربية، وكذا جمْعا من أفراد الجالية السودانية. وقال سعادة السفير الطيب علي أحمد بهد المناسبة ، أن المركز سيساهم في توطيد العلاقة الوثيقة أصلا بين البلدين، مذكرا الحضور بأن وجود الطلبة السودانيين بالمغرب كان في ثمانينات القرن الماضي، قبل الثورة الجامعية بالسودان، بالإضافة إلى أن عددا من الأدباء ومنهم عبد الله الطيب والطيب صالح، وغيرهم، كل هؤلاء يِؤكدون على عمق العلاقة التي تربطنا بإخواننا المغاربة، ولذلك يأتي إنشاء المركز للسمو بهذه العلاقة لما يخدم شعبي البلدين الشقيقين وأكد سعادة السفير على أن السودان ظل حاضرا بقوة في المغرب، على المستوى الثقافي، من خلال مشاركة العديد من الفعاليات الثقافية، كالمشاركة في مهرجان الطفل، ومهرجان الإنشاد الديني، ومهرجان المسرح الجامعي، ومهرجان العرائس، وغيرها، وكلها مهرجانات أبانت فيها الفعاليات السودانية المشاركة، وخاصة منهم الأطفال الذين شاركوا في مهرجان الطفل الدولي، عن مدى حرص السودانيين على إبراز ثقافتهم وتاريخهم، كل ذلك جعلنا نفكر في إقامة هذا المركز الذي سيحتضن الفعاليات السودانية الثقافية. إلى دلك أشادالدكتور عزالدين عمر موسى بفكرة تأسيس المركز الثقافي السوداني بالمغرب والذى سيكون له دور مهم في صهر ثقافتنا السودانية وتسويق الثقافات مع الآخرين، وأشار بأن هذا المركز سوف يكون له وقع جميل في نفوس الأشقاء المغاربة، لأنهم أهل فكر وثقافة وتواصل، وحث الطلاب في المغرب بالتفاعل مع الأوساط الاجتماعية والثقافية، مضيفا بأن السوداني من دون الجنسيات العربية هو الأقرب لقلوب الأشقاء المغاربة، كما أماط اللثام عن الدور الهام للمغرب في انتشار الإسلام بالسودان، موضحا على أن الإسلام إن كان جاء إلى بلاد السودان من الشمال والشرق، فإن التأثير جاء من الغرب، في إشارة إلى المغرب، الذي كان يأتي منه المتصوفة والقوافل التجارية، وهو ما يبرز مدى العمق التاريخي بين البلدين، وهو ما تترجمه العديد من القواسم المشتركة في التراث كاللباس والفن والتنوع الثقافي. أما عن الثقافة في السودان، أشار الدكتور بأن الثقافة في السودان ليست بعربية ولا افريقية،مؤكدا بأن هناك عدة روافد وعدة تيارات تداخلت وتمازجت: تيار نوبي قديم بموروث فرعوني وتيار زنجي أفريقي، وأضاف أن تسمية السودان ظهرت لأول مرة في تاريخنا بتمازج السودان الغربي مع السودان النيلي في تجربة المهدية وتلاقي التجربة السنارية بالتجربة الدارفورية. وعن هوية السودان، أكد الدكتور عزالدين عمر موسى بان السودان ذات هوية عربية ثقافية وليست عربية الجنس مشيرا إلى تداخل وتمازج التيارات