فوجئت يوم أمس بخبر في الصحيفة يقول «احتجاجاً على عدم صرف الاستحقاقات مستشفى الخرطوم توقف عمليات غسيل الكُلى لحوالي «184» مريضاً».. نعم فوجئت رغم أن الإضراب وترك المرضى يتألمون ويموتون لم يعد يمثل أهمية بالنسبة لبعض الأطباء الذين يلجأون للإضراب للحصول على المطالب المادية والتي تخصهم.. وكما ذكرت من قبل في هذه الزاوية أن بعض الأطباء يعتبرون المواطن ملكاً للحكومة، لذا يقومون باستخدامه كورقة ضغط وكأنهم أدوا القسم لأخذ حقوقهم ولم يؤدوه لعلاج المرضى مهما كانوا.. ومهما كانت أمراضهم باردة أو طارئة.. وهذه كانت نقطة خلاف معهم.. وستكون نقطة خلاف مهما كانت المطالب ومهما سمت أو كانت مجرد مطالب «فلوس» ستنتهي قلت أم كثرت، لكن أرواح الإنسان ذات قيمة بكل المعايير، فالنفوس والأرواح لا تشترى بالأموال.. وحقيقي عندما قرأت الخبر تذكرت كيف عامل القذافي معارضيه وتذكرت المحكمة الجنائية الدولية التي ترمي تهمها جزافاً على من تريد وتبحث عن مرتكبي الإبادة الجماعية، فسألت ألا يعد الإضراب الذي ينفذه أطباء وعدم معالجتهم لمرضى يحتاجون لهم ويتركونهم يعانون من ويلات المرضى والموت من أجل «250» جنيهاً، أليس هذا نوع من أنواع الإبادة الجماعية؟.. وهل شاور هؤلاء الأطباء ضمائرهم؟ أيها الأطباء أدعوكم للبحث عن طريقة أفضل من الإضراب للحصول على استحقاقاتكم، وإذا لم تجدوا فالاستقالة أشرف لكم ولتاريخكم، فلا يمكن أن تتمسكوا بالإضراب لأنكم غير راضين عن مرتباتكم.. فليس عيباً أن يطالب الإنسان بحقوقه، فهذا حق مشروع لا ننكره عليكم، ولكننا ننكر عليكم الوسيلة.. فأرض الله واسعة إذا ضاق رزقكم في وزارة الصحة فالقطاع الخاص قد ينصفكم وقد يناسبكم.. المهم سادتي.. كنت أتمنى أن أسمع يوماً أن الأطباء قد أضربوا من أجل توفير ماكينة أو حتى ميزان ضغط أو معينات عمل، فهذا يكون أشرف لهم لأنهم يريدون تأدية واجبهم بصورة أفضل، لكن أن يكون الإضراب من أجل الاستحقاق.. واظننا سنسمع عن إضرابات أخرى، لذا نرجو من المواطنين اتخاذ الحيطة والحذر وأن لا يمرضوا في هذه الأيام، لأنهم لن يجدوا من يعالجهم.. رغم أنني أظن أن حواء والدة وأن هناك أطباء كثر غير الباحثين عن الاستحقاقات على أشلاء المرضى وعلى صرخات المرافقين، كما ندعو المرضى والمرافقين الذين «لا تستحمل» مآلاتهم الانتظار، بأن تعلو صرخاتهم حتى تسمعهم الحكومة وتسارع بمنح هؤلاء الأطباء استحقاقاتهم.. سادتي حاولوا حل هذه القضية بسرعة فائقة واعطوهم استحقاقاتهم أو افصلوهم وعينوا غيرهم من الأطباء الذين لا يجدون عملاً.. المهم يجب أن تحل هذه المشكلة بأسرع فرصة حتى لا يتضرر المواطنون الذين استخدمهم الأطباء كدروع بشرية.