اختار البروفيسور محمد سعيد حربي نائب الوالي ووزير التنمية والاستثمار والسياحة بالولاية الشمالية اختار صحيفة (آخر لحظة) منبراً يُعلن من خلاله استقالته من منصبه، والتقى رئيس التحرير ونائبه - مدير التحرير - عصر أمس، وكشف عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى الخروج من غرفة القيادة داخل الولاية التي ظلّت مسرحاً للشد والجذب بين قوى سياسية وجهوية وعنصرية لفترة طويلة. واختيار (آخر لحظة) لتكون هي المنبر الذي يُعلن من خلاله البروفيسور حربي استقالته لم يكن اختياراً عشوائياً، فغير العلاقات الشخصية والصداقة التي تربطه برئيس التحرير منذ أكثر من عشرين عاماً ومع مدير التحرير منذ سنوات طويلة، إلا أن اختياره للصحيفة جاء من واقع أثرها وتأثيرها كما قال، ولموضوعيتها ومهنيتها العالية وسعيها الدؤوب من أجل المصلحة العامة والحرص على مصلحة الوطن لا مصلحة فرد أو منظومة. ورغم أنّ قرار الاستقالة جاء «خبراً مزلزلاً» بكل مقاييس العمل الصحفي، ورغم أننا رأينا أن نبرزه كخبر رئيسي على صدر صفحة الصحيفة الأولى، إلا أنّه كان على المستوى العام والخاص خبراً مؤسفاً ومُحزناً في ذات الوقت لأنّه أبعد عالماً جليلاً ينتهج المؤسسية أو يرغب في انتهاجها لإنجاز ما كُلّف به من مهام، ويتبع مناهج العلم في الوصول إلى تحقيق أهداف التكليف.. أبعده هذا الإعلان عن الاستقالة من مواقع تحتاج لأمثاله من المشهود لهم بالعلم والمعرفة والخبرة والتجربة داخل وخارج السودان. نعتبر يوم أمس في (آخر لحظة) يوماً فارقاً في مسيرة عمل الصحيفة، إذ اختارها مسؤول رفيع منصة يُطلق منها هذه المفاجأة الداوية التي لها أسبابها ودوافعها دون شك ولسنا مأذونين في نشرها إلا إذا أعلن عنها البروفيسور حربي نفسه ولم يمانع في نشرها. وسبق للسيّد نائب الوالي المستقيل أن كان مشاركاً في مؤتمر صحفي عقده الأخ الكريم الأستاذ فتحي خليل والي الشمالية ظهر أمس في قاعة المؤتمرات بالمركز السوداني للخدمات الصحفية.. واحتجّ البروفيسور حربي على تدخلات من الغير تقيد عمله في الولاية، وما كنّا نحسب أنّه سيكون من المشاركين في المؤتمر بالحضور والرأي، وإن كنّا نعلم لكنّا أول الحاضرين، رغم أن أمر تنظيم المؤتمر وإعداده وانعقاده كان بمبادرة شخصية من رئيس تحرير (آخر لحظة) بعد اتّصال هاتفي تلقّاه من أحد أقطاب العمل السياسي والاجتماعي والعام في الولاية الشمالية، وهو زميلنا الأستاذ علي فقير عبادي المدير المالي والإداري للصحيفة الذي اتّصل بكاتب هذه الكلمة،وكان وقتها يجتمع إلى السيّد الوالي الأستاذ فتحي خليل يوم أمس الأوّل وقال له إنّه أقنع الوالي بعقد مؤتمر صحفي، وطلب إليَّ أن أرتب لهذا الأمر فأجريت على الفور الاتّصالات اللازمة مع المهندس عبد الرحمن إبراهيم عبد الله مدير عام المركز السوداني للخدمات الصحفية وجرت الأمور وفق ما تمّ الترتيب له.. وتلقيت محادثة هاتفية من مدير المركز السوداني للخدمات الصحفية (SMC) قبيل انعقاد المؤتمر بساعات وقد طلب إليَّ المشاركة بإدارة المؤتمر إلا أنني ولأسباب مُتعلّقة ببعض ترتيبات العمل داخل الصحيفة لحظتذاك، اعتذرت عن إدارة وتقديم المؤتمر الصحفي الذي كان فيما يبدو هو الشرارة التي أوقدت نار الرغبة في استقالة نائب الوالي البروفيسور حربي. قابلت عقب انتهاء المؤتمر الصحافي مُباشرة الأستاذ علي فقير عبادي الذي أشاد بالمؤتمر وقابلت محرري (آخر لحظة) الذين كلّفناهم بالتغطية والمتابعة إلا أن أحداً منهم لم يُشر إلى أو يستشعر ما كان يعنيه احتجاج البروفيسور حربي.. إلى أن جاء إلينا عصراً يحمل مادة للنّشر في الصفحة الأخيرة.. كانت هي الاستقالة.