قالت لي زوجتي مساء أمس الأول، بأن ابنتي (آية) - عمرها عامان وثلاثة أشهر - حنِّينة (شديد)..!! فقلت لها ماذا فعلت حتى تقولي ذلك..؟ فأخبرتني بأنها عندما كانت تقوم بالغسيل؛كان والدتي - ربنا يديها طولة العمر - وابنة أختي وإبنتي يأكلون نوعاً من أنواع البسكوت المحٌّلى - كنت قد أحضرته قبل دقائق وخرجت لاحضار خبز للعشاء - وقد تبقت قطعة واحدة فقط على الطبق؛فأسرعت آية وأخذتها لتسرع نحوها وهى تصرخ (ماما أكلي...؟!) .. إبنتي الوحيدة - حفظها الله -عندما ترى أي أمرأة (مشلخة)؛تقول حبوبة..!وقد أرتبطت كل منهما بالأخرى،- والدتي وإبنتي - فقد إكتشفت إبنتي فتحة بمساحة وجهها الصغير في حائط السلم؛وأصبح بالطبع (برنامجها)الرئيسي..فما أن تسمع صوت (حبوبتها) في الأسفل حتى تفتح هى الباب لتناديها عبر فتحتها الصغيرة - الفتحة بأعتبارها ملكاً حراً لها فقط - من أعلى،ثم بعدها تصرخ لأمها لتخبرها بوجود حبوبتها بالأسفل. الأم يكفيها أن أحد الصحابة عندما جاء للرسول صلى الله عليه وسلم طالبا السماح له بمرافقته للجهاد...قال له الرسول صلى الله عليه وسلم هل أمك حية..؟ فرد الصحابي نعم يارسول الله.. فكان رد الرسول الكريم :فالزمها فإن الجنة تحت رجليها... أستاذن شاعرنا الكبير وأستاذي الأديب التجاني حاج موسى في سطوره وأبياته؛التي أجدها أصدق كلمات قيلت عن الأم لحقيقتها الإجتماعية التي ربطت بين الشاعر ووالدته.. أمى الله يسلمك ويديكى لى طولة العمر وفى الدنيا يوم ما يألمك.. أمى يا دار السلام يا حصنى لو جار الزمان.. ختيتى فى قلبى اليقين يا مطمنانى بطمنك... خيرك على بالحيل كتير يا مرضعانى الطيبة بالصبر الجميل.. يا سعد أيامى وهناى لو درتى قلبى أسلمك... أنا مهما أفصح عن مشاعرى برضو بيخونى الكلام... وقولة بحبك ما بتكفى وكل كلمات الغرام... يا منتهى الريد ومبتداه يا الليا الله يسلمك... ويديكى لى طولة العمر وفى الدنيا يوم ما يألمك.. أمى الله يسلمك... في النهاية: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:جاء رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال أبوك. أستلف كلمات (رد جميل) من محمود درويش للأم... لن أسميكِ امرأة، سأسميك كل شيء.