تفاصيل حياتنا اليومية.. الاجتماعية.. العملية.. كلها تعتمد على المعلومة الصحيحة.. فالمعلومة هي أصل الفكرة.. وبداية الحدث.. فأنت لا تستطيع أن تتخذ موقفاً تجاه الأحداث دون أن تكون لديك معلومة واضحة المعالم وموثوقة المصدر.. فكل ملكات الفكر ومساحات التصرف تعتمد على المعلومة.. ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو سؤال طرح في مسابقة بإحدى القنوات المخصصة للأطفال.. ثقافة الكتب أم ثقافة الانترنت؟!.. وتفاجأت حقيقة بردود الصبيات الصغيرات على هذا الموضوع.. ومدى استيعابهن للفكرة.. واختيارهن لمفردات أثارت شكوكي بأن ورائهن مثقف من العيار الثقيل.. و خبير ضالع في اللغة العربية.. فقد كانت كلماتهن موزونة .. ومعلومتهن صحيحة.. وفكرتهن أكثر من جيدة.. ثقافة الانترنت ثقافة تعتمد على أصل فكرة موجودة تقوم بالبحث عنها.. المعلومات متراصة مخزنة في أقراص تطلب الإذن للخروج.. تظن للوهلة الأولى أنها تتكبر أو تستحي.. ولكن لا هذا وذاك، هي فقط لمن يطلبها وهذا أصل العملية.. تتم عبر بروتوكولات.. و(أوردرات).. وفي نفس الوقت هي سهلة المنال لمن يرغب.. فكل ما عليك هو البحث عبر محركات البحث المتعددة على شبكة الانترنت.. فتوفر لك كل معلومة ... مصدرها وأصلها.. في كل المجالات البحثية من علوم وطب ودراسات اجتماعية واقتصادية وإخبارية وترفيهية.. إلى أن تنتهي إلى حيث تريد.. أما ثقافة الكتب فهي تختلف.. فهو طقس من المقام الأول لا أتحدث عن سرعة العصر.. ولا أتحدث عن (اكسب زمنك).. بل أتحدث عن كيمياء العقل.. وانفعالات الدواخل.. واسترخاء لذيذ.. ومتعة سلسة.. وتأنٍ متعمد... فالقراءة في قناعتي هي عادة.. وتعود.. موهبة.. وتعمق.. وخيال تصنعه لنفسك.. تندمج به مع السطور لتنسى نفسك مع الفكرة.. الكتاب يثقف روحك ليعلمها الصبر.. واختبار متعة التلذذ بالسطور وجمال وفنيات الطباعة ودرجة رقي الطبعة.. فاقتناؤك للطبعة الأولى له معنى وفرق في السعر والمضمون... وأخيراً ثقافة الانترنت جعلت الاتصال بالبعيد كأنك تهمس له.. وسهولة وتطور التكنولوجيا قد قاربت درجة الإحساس.. فهو وسيلة سهلة مرنة عبقرية لتصل للمعلومة وتوصلها.. والكتاب صديق وفي تجده أيضاً حين تطلبه.. والاثنان من صنع الإنسان.. والإنسان من صنع الرحمن.. فشكراً ربي.