قلت للزميلة شادية إبراهيم رئيس القسم الاقتصادي وهي تدفع للأخبار بخبر يقول إن المفاوضات مع شركة عارف الكويتية لفض الشراكة بينهم وسودانير دخلت مراحل متقدمة ولم يتبق سوى بعض الإجراءات المالية والقانونية لإكمال الصفقة قلت لشادية هناك كثير من الأسئلة الناقصة والأسئلة التي أقصدها كلها تدور حول «الحيرة» التي تلف المواطن السوداني وهو يتساءل لماذا «البيع» في الأساس ولماذا «الشراء» ومن المسؤول عن هذه الفجوة التي في النص!! هل المسألة «سايبة» إلى هذا الحد يبيع «البعض» مؤسسات المال العام في «غفلة» ودون رقابة أقول هذا وفي ذهني الحالة التي كانت عليها سودانير قبل «بيعتها» الأخيرة فلا زلت أذكر ذاك الاحتفال الذي تم تنظيمه في المطار لتدشين رحلة الايرباص إلى لندن وذهبنا إلى هناك وتحدث في يوم صباحي مشرق السيد كمال عبد اللطيف وهو الذي وقف على تلك الطفرة وعبرت في تلك اللحظات بقوة وجسارة فوق رؤوسنا القصواء وهي في طريقها إلى لندن. وبعدها سمعنا ببيع خط الخرطوملندن وبعدها ذهبت سودانير نفسها للسوق وسط اعتراضات واحتجاجات لم يسمعها لها أحد!! والآن ومع هذه الخطوة المباركة بعودتها هل نطمع في الحصول على ملف الحقائق الكاملة حول ما جرى ومن هو المسؤول عن كل هذه الخسارات التي لحقت بالمال العام؟ وعلى طريقة سودانير فإننا أيضاً نسأل والبلاد تتهيأ لفتح ملفات الفساد- والسؤال هنا قد يكون ببراءة من المسؤول أيضاً عن تدهور الخطوط البحرية السودانية ومن الذي سعى «لإنزال» علم السودان من عرض البحار والمحيطات ومن الذي باع بواخرنا التي كانت تمخر عرض البحار باسمائها ورموزها الوطنية والجغرافية أين ذهبت الباخرة «نيالا» والباخرة «الأبيض» والباخرة «النيل الأزرق». لقد حكى لي أحد البحارة بكل ألم وحسرة كيف باعوا الباخرة التي كانوا على ظهرها وهي في حالة جيدة بل أفرغوا بضاعتها في أحد الموانيء وتم تسليمها للمشتري الجديد على أنها «اسكراب» بين مصدق ومكذب ولسان حال البحارة المساكين يقول «باعوها.. باعوها»..! وطالما نحن في مجال النقل فهل يحق لنا أن نسأل ببراءة- وقد طال الأمد- ماذا فعلت الشركة التي اشترت النقل النهري- بتراب القروش- ماذا فعلت هي أيضاً وهل البيعة كانت مجزية بحسابات الربح والخسارة وهل استعاد النقل النهري عافيته وهل هناك فعلاً نقل نهري أم أن شهاب الدين.... من أخيه؟ يا سادتي هناك فرق بين انسحاب الدولة من النشاط الاقتصادي وبين بيع «حق الناس» بثمن بخس وظالم و «مخجل»!!.