صغار التحالف المعارض يمارسون ابتزازاً مريباً وعجيباً على الإمام السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة، بفرض سياسي مغمور في الحزب الشيوعي يُدعى صديق يوسف على الإمام الصادق متى يفاوض ومن يصالح، ويهدد صديق يوسف الشيوعي الذي لم تجف أيادي حزبه بعد من دماء الأنصار في الجزيرة أبا وودنباوي، يهدد بطرد أكبر حزب معارض من تحالف جوبا إذا تمادى الأمة في حواره مع المؤتمر الوطني!! عجيبة هي الأيام وتصاريف الأقدار وأحكام السياسة التي تجعل حزب الأمة بكل ثقله السياسي في الساحة، وكسبه الذي لا يختلف عليه اثنان، مطية في أيادي أمثال صديق يوسف.. ويهدده ساطع الحاج الذي لا يعلم الشعب السوداني لأي حزب ينتمي، وفاروق أبو عيسى الذي لا يملك في رصيده الاجتماعي عشرة من أبناء العمومة ينافحون عنه يوم كريهة، ولكن عالي الصوت يجعل منه سياسياً صاحب رصيد في بنك الجماهير.. خرج حزب الأمة من قبل عن حيشان التجمع الوطني والديمقراطي ونعى مبارك الفاضل فقيد مفاوضات جيبوتي واتفاق نداء الوطن، ذلك الجسم الخرافي التجمعي، ولكن التجمع منذ خروج حزب الأمة واتفاق القاهرة.. ذهب مع الرياح وإقدام الصادق على المصالحة وتراجعه عنها وتردده الدائم في حسم القضايا التي لا تحتمل التأني، فتح الباب مجدداً ليعود حزب الأمة للمعارضة ويجعل قطط التحالف (تتنمر) عليه وتستأسد وتهاجم الفريق صديق محمد إسماعيل الذي فاوض المؤتمر الوطني برؤية حزب الأمة، واتفق البشير والصادق على النقاط العشر ولم يختلف إلا حول نقطة واحدة هامشية، ولكن لمصلحة الحوار ومستقبله اتفقا على كتمان بنود لقاء بيت الضيافة، فكيف (يتجرأ) أمثال صديق يوسف ويهاجمون إمام الأنصار.. ويجد صغار الحزب الشيوعي السند من بعض الجيوب العلمانية في حزب الأمة التي تستغل حالة السيولة التنظيمية وتعدد مراكز القوى داخل الحزب ومحاولة السيطرة عليه، وهي ذات الجيوب التي أفقدت حزب الأمة د. مادبو ومجموعة التيار وتسعى الآن لفرض رؤيتها على الصادق وترهيبه وتخويفه من المؤتمر الوطني وخداعه بأنها جاهزة لتحريك الشارع وإسقاط النظام، فلماذا العجلة والهرولة للمشاركة في حكومة ما بعد انفصال الجنوب؟! المعارضة تثبت في كل يوم خطل قراءتها للواقع السياسي وسوء تقديراتها، فالشارع لن تحركه فتيات وشباب الفيسبوك في العمارات والمطاعم الأجنبية.. وقد حضر زعيم الحزب الشيوعي (نقد) لساحة أبوجنزير ولم يجد غير عسكر الداخلية الذين (أكرموه) بالشاي والقهوة، بينما تخاذل الآخرون. الحكومة لن تسقط باجتماعات المايقوما ولا بتصريحات ياسر عرمان الذي كال السباب والشتائم للمعارضة حينما التقي بالمسؤولين في الحكومة وهو يبحث عن شرعية لحزبه الجديد، ولكن عرمان تعتبره عناصر المعارضة بطلاً قومياً يجب حمله على الأكتاف.. فكيف للصادق المهدي الرهان على هؤلاء.. وبأي حق يفرض صديق يوسف رؤيته الخاصة على الصادق وحزبه.