كلما اقترب موعد امتحانات القيد الصحافي يثير البعض قضايا كثيرة ويثير الغبار حوله والتشكيك فيه.. فمنهم من يرى أنه تحصيل حاصل خاصة بالنسبة لخريجي كليات الصحافة والإعلام، ومنهم من يرى أنه يعطي الفرصة لغير الدارسين لهذا المجال، ومنهم من يرى أنه غير مفيد ولا جدوى له، ومنهم من له رأي في المواد التي يتم الجلوس لها.. لذا قام الاتحاد العام للصحافيين السودانيين بعقد ورشة لتقييم تجربة امتحان السجل، وجمع لها الأكاديميين والمختصين وذوي الخبرة في هذا المجال حتى تتلاقح أفكارهم ويصلوا إلى قرارات يستنير بها اتحاد الصحافيين في مسيرته.. خاصة بعد أن أعطاه القانون حق امتحان الصحافيين والسجل الصحافي. وبعد تلاقح الأفكار واستعراض التجارب السابقة وتجارب الدول الأخرى، أكد الجميع على أهمية الاستمرار في الامتحان كتوصية رئيسية.. واعتقد أن هذه التوصية ستخرص ألسُناً كثيرةً ظلت تنادي بإلغاء الامتحان، وبعد ذلك انحصر الحديث في الكيفية التي سيجرى بها، بالإضافة للمواد التي يمكن أن يجلس لها الممتحنون.. وقد ركز الحضور على أهمية امتحان «الحاسوب والمعلومات العامة والتشريعات الصحافية والإعلامية».سادتي قد يعتقد الآخرون أن الصحافي شخص عادي وصاحب مهنة عادية يعتمد على الأخبار فقط.. نعم الأخبار بكل قوالبها وأشكالها الصحافية، بل حتى الكُتاب قد يظن أحدهم أنهم أشخاص عاديون، لكن الحقيقة هو أن الصحافي صاحب كلمة والكلمة أمانة.. تُصلح وتعدِّل وتكشف وتوجه وتعلم وتكوِّن الرأي العام، لذا لابد من أن يحملها ويبحث عنها.. وأن يكون مميزاً، وتميزه لابد أن يصاحبه علم ودراية وخبرة ومعرفة بالمعلومات العامة وبكل ما يدور حوله. وأيضاً بالتشريعات الإعلامية المضمنة في القوانين، فالإلمام بها يحمي الصحافي ويحمي المهنة من التغول ويحمي المواطنين من غلو أهل المهنة ويحميهم من الأهواء الشخصية التي قد تغلب على الصحافي، فهو بشر في نهاية الأمر.. وفي ظني أن هناك نقطة مهمة يجب الوقوف عندها وهي التدريب المستمر للصحافيين والوقوف عند تجاربهم الشخصية.. فالصحافة مهنة متجددة ولابد من الجرعة التي تمكنه من أداء واجبه بكفاءة.. فالصحافة الآن تمر بمنعطف خطير وهو منعطف المحاكاة واللاموضوع، رغم أن السودان والعالم الخارجي يئن من القضايا التي تحتاج لمعالجات صحافية. المهم سادتي نعود لنقول إن امتحان السجل الصحافي يعطي الصحافي هيبةً واعتداداً بالنفس وإحساساً بالمسؤولية، ويشعر بعده بثقل الأمانة التي يحملها.