في الأيام الماضية سمعنا عن النكات التي أُطلقت على الشبكة العنكبوتية.. عن السودانيين.. وكسلهم... وللذي يسأل عن «نكات ذي شنو كدا» أقول إنها نكات من نسج الخيال غير الخصب الذي لا يدري شيئاً عن ثقافة.. وعراقة .. وجمال .. أهل السودان.. لا أقول هذا لأني سودانية -وافتخر- فحسب، بل حتى الردود على هذه الكتابات من جاليات أجنبية.. استنكرت مثل هذه النكات التي لا تصف بأي حال من الأحوال ولا تشبه بأي شكل من الأشكال الشخصية السودانية.. و«كاريزمة» أهل البلد الحقيقية.. حتى أن بعض النكات ليس لها أي علاقة بالسودانيين من أي ناحية.. لكن «الزعلني جداً» إحدى هذه النكات «المفترية».. قال شاعر سوداني: زاتي أنا ماقادر أقيف عن حبك، وزاتك إنت ما داير تهتم بيهو، وزاتي أنا برسم ليك خط بدربك وزاتك إنت لازم تمشي عليهو، عليك الله ماتحلف بربك حبيبك كيف ما ترفق عليهو.. أين انتم يا من أطلقتم العنان لسخريتكم السخيفة من الشعر السوداني.. والإحساس السوداني.. من أشعار الحب واللوعة في الشعر السوداني... أين أنتم يا «قاصدين خصام» من «اتنين ضماهم غرام».. أين أنتم من وصف المحبوبة «سمحة وسمرية .. محبوبتي ولفتاته غزالة القدال» بيني وبينك تستطيل حوائط ..ليل ... وينهض ألف باب بيني وبينك تستبين كهولتي وتذوب أقنعة الشباب ماذا يقول الناس إذ يتمايل النخل العجوز سفاهة ويعود للأرض الخراب.... شبق الجروف البكر للأمطار حين تصلّ في القيعان رقرقة السراب عبرت ملامحك النضيرة خاطري فهتفت ليتك لا تزال للريح خمرك للمساء وللظلال «ياربي بعد دا تاني في كسل».. شكراً لابداعك المقيم أيها الراحل مصطفى سند.. ومسخرة أخرى «سوداني جاله ولد أبيض عيونه زرق شعره أشقر سماه المستحيل بزاتو» يعني بعبارة آخرى «مهند».. طبعاً هذا في ثقافتهم وهذه أوصاف فتى أحلامهم الهشة والهش.. أما نحن فإحساسنا ورؤيتنا للرجولة تختلف.. وكما قالت روضة الحاج: يسألنني وينتظرنَ أن أردْ كيف لي وأنتَ في دمي وخاطري وفي دفاتري وأنتَ في الحروفِ قبلَ أن تُقالْ بالأمسِ قد صافحتُ كفّكَ الرحيبَ سيّدي والعطرَ والحقولَ والظلالَ في يَدَيّ ما تزالْ ..