كسرة (أبو علي)، ليس مهماً أن تكون بكسر الكاف أو فتحها، المهم ربنا ما (يكسر) ضهرنا، و(يفتحا) علينا و(يضمّنا) على بعض ونلقى (الكِسرة)، و(الكَسرة) معاً..! كسرة (أبو على) التي أعنيها هنا، هي التحذير (شديد التخمير) الذي ساقه لنا وزير المالية علي محمود بالاستعداد لسنوات (الكِسرة) العُجاف و(رمي الصاجات) تحت أحذية الفقر التي حتماً ستغطّس حجر (لساتك حياتنا)، (لو) حدث الانفصال الذي لا يجزم بحدوثه إلاّ (الجن) الأمريكي الأحمر..! كسرة (أبو على)، كسرة حقيقية في سياق انتقال الخطاب الحكومي من مرحلة اللحن (التقيل) إلى اللحن (الخفيف) الذي يعُرف ب(الربّة) عن ثُقاة المغنواتية وأهل الطرب من العالمين ببواطن الألحان والأغنيات و(الأمنيات). والكسرة هي اللحن السريع في نهاية اللحن الأساسي (الثقيل)، وقد برع فيها الراحل حسن عطية، الذي كان يستجيب لهتاف جمهوره حين يهتف: (كسرة يا أبوعلي)، وسرعان ما ينتقل بالأغنية إلى (وزن الخفيف) ليطرب معجبيه، ومنه إنتقل الهتاف الشهير إلى جمهور الهلال الذي وجد ضمن هدافيه لاعباً بذات الإسم (حسن عطية)، أجاد مراوغة دفاع المريخ، (الدايش لغاية النهار ده)، فكان الهلالاب يهتفون: (كسره يا أبوعلي) أسوة بكسرات الأغاني عند الفنان حسن عطية. نهايتو.. كسرة (أبو علي) الوزير، لا يمكن فصلها من سياق التغيير المفاجئ من أغنيات (الوحدة) الثقيلة إلى ألحان الانفصال الخفيف، خفة اقتصادية قد تعيدنا إلى أيام (الكسرة)، أو كما قال.! ومن طرائف الراحل العبقري عثمان حسين، أنه كان يتمنّع عن استهلال حفلاته الغنائية بأغنية طيبة الأخلاق مفعمة بالحزن، حسبما قال الزميل صلاح الباشا، بل كان يختتم بها أغنياته لأننا شعب (بكّاي) لا يحتمل إجترار الهزائم العاطفية خاصة حين يكون مهزوماً من الحبيبة (ستة/ صفر)، زي الميرغني كسلا كده، وعثمان حسين يعرف سلفاً أن الجمهور حيقلب الحفلة بيت بكاء)، والأغنية هي التي تقول: (أنا السجنوني في سُورِي/ أنا المنعُوني من زُولي/ متين يا حُمّتي تزولي/ أنا الحقّقت مقدوري/ معاك يا طيبة الأخلاق). كسرة (أبو على) الوزير بالترويج للكسرة الجاذبة، لم تستفد من (خبرات) الكسرات السابقة، ولم تأخذ بحكمة الفنان عثمان حسين في تسويق كسراته في الزمان والمكان المناسبين، ولو أن الوزير استشار، كنت سأذكره بأبيات شعرية لسوداني (ممكون) لا أعرف اسمه كتب يوماً لحبيبته هذه الأبيات: (ذاتي أنا ماقادر أقيف عن حبّك/ وذاتك إنت ماداير تهتمّ بيهو/ وذاتي أنا برْسُم ليك خُطّة في دربك/ وذاتك إنت لازم تمشي عليهو، عليك الله ماتحلف بربك/ حبيبك كيف ماترفق عليهو)..! عزيزي وزير المالية: حبيبك كيف ماترفق عليهو؟! آخر الحكي - صحيفة حكايات [email protected]