أوقعت محكمة جنايات أم درمان شمال برئاسة القاضي المرضي الشيخ أمس عقوبة السجن «3» سنوات على الطالب الجامعي المتهم بقتل والده بطعنات «السكين» داخل منزل الأسرة بالريف الشمالي لمحلية أم درمان، وأمرت المحكمة المتهم بدفع ثلث الدية المغلظة البالغة «40» ألف جنيه لورثة والدة المجني عليه والتي رفضت التنازل عن القصاص، فيما تنازلت زوجة القتيل وأبناؤه أشقاء المدان عن القصاص والدية معاً، واسقطت المحكمة عقوبة الإعدام شنقاً عن المدان عقب تنازل أولياء الدم دون الإخلال بالعقوبة التعزيرية في الحق العام. وذكرت المحكمة في حيثيات قرارها أمس أن المتهم سدد «4» طعنات على صدر المجني عليه وثلاث أخريات على ركبته اليمنى أثناء استلقائه على السرير وفقاً لما أثبتته التحريات، وأكدت على أن المتهم اعترف في جميع مراحل التحري بارتكابه للجريمة غير أنه أفاد بأنّه غير مذنب مرجعاً ذلك إلى أنه تعرّض للاستفزاز الشديد من قبل والده في واقعة شاهده فيها قبل عام ونصف العام، واعتبرت المحكمة أن إقرار المتهم بالجريمة حجة عليه وبينة قاطعة في مواجهته عند مناقشتها للمسؤولية الجنائية للمتهم، وأشار القاضي في تلاوته لحيثيات القرار الى أن الفعل الذي جاء به المتهم من طعنات تسببت في تهتك الرئة وإحداث جروح نازفة أدت الى وفاة المجني عليه لأنه استخدم آلة قاتلة واختار مكاناً حيوياً من الجسم، وقال أرى أن المتهم قصد القتل والموت كان نتيجة راجحة لفعله، وأكد أن المتهم لا يستند على أي أسباب لإباحة فعله لأنه عاقل بالغ مختار وأنه ليس في حالة دفاع شرعي عن نفسه، وأضاف أنه لا يستفيد من الدفع بالاستفزاز الشديد لأنه لم يثبت الفعل الذي استفزه ومضى وقت كافي بين الفعل الذي استفزه والفعل الذي قام به. وأدانت المحكمة المتهم بموجب أحكام المادة «130» القتل العمد، غير أنها اسقطت عقوبة الإعدام المترتبة عليها لتنازل أولياء الدم، واستمعت المحكمة لأسباب مخففة للعقوبة قبل إصدار الحكم تقدم بها الدفاع عن المتهم المحامي معاوية خضر تمثلت في أن المدان طالب جامعي وشاب في مقتبل العمر وصحيفة سوابقه خالية من أي سابقة مشينة بينما أورد ممثل الاتهام في الحق الخاص المحامي صديق كدودة أسباب مستندة استناداً على أحكام المادة 139/ل من قانون الإجراءات الجنائية مفادها أن المدان ارتكب الجريمة غدراً وقتل أبيه وافترى على السلطة إلى جانب عدم تنازل موكلته والدة القتيل عن القصاص، ومنحت المحكمة طرفي الدعوى فرصة لاستئناف القرار ووجهت بإبادة المعروضات في البلاغ.