٭ قالت جمعية الاهلي الخرطومي كلمتها فاعادت انتخاب مجلس الاستاذ خالد هارون وانحازت لمجموعته على حساب مجموعة الريس شيخ ادريس يوسف وبفارق كبير ومذهل! ٭ حقيقة لقد قصدت أن أقف موقف المحايد في صراع الجناحين بالرغم من قوة علاقتي الشخصية بشيخ إدريس ورأيت الا يكون لي تأثير في الجمعية العمومية لكي تختار بحرية بعيداً عن أي تأثير للصحافة الرياضية بالرغم من محاولات التأثير من هنا وهناك من أجل تسخين ايقاع الانتخابات وابقاء جذوة الخلاف مشتعلة حتى النهاية وهؤلاء هم من افسدوا الاجواء وحالوا دون مبادرة الوفاق التي قام بها استاذنا ابوشنب والقيادي حسن عبد السلام. ٭ لقد سبق أن كان لي رأي واضح إبان التنافس بين مجموعة شداد وكير وقلت إن مجموعة كير لم تحسبها صاح وأن كل مؤشرات الفوز لصالح شداد قلت هذا رغم صداقتي التاريخية بالأخ محمد علي كير وانتاب مجموعته غضباً ما بعده غضب الا ان كير الحضاري والديمقراطي لم يكن غاضباً وكان يقدر الرأي والرأي الآخر وكنا نرى أنه دفع الى هذه المعركة دفعاً دون ان يحسبوا حسابات المعركة الانتخابية بشكل صحيح. ٭ وكدت اكتب هذا الرأي وتراجعت عنه وبقيت على الحياد كما قلت ورفضت أن اركب موجة المؤيدين لصديقي الكبير الشيخ وابتعدت عن المشهد وكانت ملامح الصورة تبدو واضحة فاذا كان للشيخ تضحيات ضخمة لا ينكرها الا مكابر الا ان مجموعة خالد هارون سوف تقطف ثمار تصعيد الفريق واعادته للدرجة الممتازة وبقائه في منظمومته رغم المخاطر التي تواجه الصاعد ثم كان جهده ومجلسه في ترقية الاداء وتحقيق الاستقرار الفني بمدرب برازيلي وتسجيلات تبدو ملامحها حتى الآن ناجحة. ٭ انطلاقاً من هذه الحقائق وغيرها كنت أرى أن الشيخ فرض عليه اختباراً فوق الاختبار في وقت عصيب وصعب ليجد نفسه امام منحنيات رهيبة لم يدركها الا عندما حانت ساعة الحقيقة. ٭ لقد كنت انوي الذهاب اليه لمكاشفته ومصارحته الا انني علمت بالتأثير الشديد لرجال جناحه عليه ولعل هذا هو ايضاً ما كشفه استاذنا أبوشنب عندما اجرى مبادرة مع الريس حسن عبد السلام مبادرة تجمع بين جناحي الشيخ وخالد هارون ووجدت مبادرتهما توافقاً وتوادداً وترحيباً من جانب خالد هارون وجناحه الى حد الترحيب بدخول اربعة من جناح الشيخ وخمسة من الجناح الآخر وبحسب استاذنا أبوشنب فأن المبادرة لم تحقق ادنى قدر من النجاح وكان حائط الصد لها انصار الشيخ الذين تشبثوا بتصوراتهم وكانوا بالفعل حائط الصد الأهم في عدم تجاوب صديقنا الشيخ. ٭ الحقيقة ان قبول مجموعة خالد هارون بالمبادرة والتوافق لم يكن نتيجة لضعف في موقفهم بل كانوا في الموقف الاقوى ولكن وضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الاستاذ خالد هارون يكن تقديراً شديداً للريس الشيخ وأكد عدم رغبته بالانفراد بادارة الاهلي وتعامل بكل الايجابية ورحب بشراكة الشيخ ومجموعته في المجلس ولكن انصار الشيخ كان يصرون على الاحتكام لصناديق الاقتراع وهو مطلبهم المعلن بينما اراد أبوشنب وحسن عبد السلام الحفاظ على الشيخ ومكانته وعدم الدفع به الى معركة خاسرة. ٭ والآن وبعد ان قالت الجمعية كلمتها وفي ضوء المعطيات والحقائق الآن يمكن ان يكون لمجلس خالد هارون دوراً تاريخياً بان يعلن مجدداً رغبته في التوافق واظن ان الأستاذ خالد هارون قد اعلنها بالفعل من خلال أول تصريح صحافي له وعليه أن يقرن القول بالعمل بتنمية المصداقية مجدداً وأن يرسم للشيخ ومجموعته ادواراً جديدة في المشهد الاهلاوي على نحو ما فعل مجلس الهلال وان يقود الشيخ بوصفه كبير العائلة مجلس الامناء وان تكون له فاعليته واذا كان الاستاذ خالد قد اظهر كل النوايا الطيبة نحو الشيخ فأن معرفتي للشيخ كشخص يحب الاهلي ويموت فيه لن يصد المبادرة ولن يلجأ لمعاول الهدم فالذي يبني لا يعرف الهدم. ٭ إن الاهلي يحتاج لكل ابنائه واستعادة ادوارهم لتحقيق هذه الخطوة الفارقة وسيكون الاهلي موعوداً من جديد بالتوحد وأعتقد بأن هذا ما يدعو اليه كل مخلص للفرسان امثال أبوشنب وحسن عبد السلام.