«أ» ...... هذه النقاط ربما تبحث عن حرف شارد ماذا يقول الكلام حين يتوه الصوت في زخم ضوضاء العزلة ويحادث اللسان وجه صاحبه أمام مرآة متشظية فيما تنطفئ عين الصباح بعد أن كادت تسقط الشمس لولا رأفة نورس عابر حملها بين جناحيه ومضى لتنجو من فخ الهاوية لكنها لم تعد تشرق مذ رأت في عينيه حزن الليل النبيل والتمعت في رأسها فكرة الغياب هادنت الشعاع الحارق وحرضته على الأفول كي يستبطن بلاغة الصمت في زمن النواح ويعود الوجه يبحث عن أنيس واللسان لا يقول الليلة شيئاً ربما يعود الحرف الشارد كي تورق زهرة البوح وتتلون الشفاه بالنقط الملونة ريثما يهل صباح ريثما تطل شمس ريثما ........ «ب» الذي علّمك الكلام أهداك النطق ونثر حولك الحروف درويش بين يديك وحين غاب تلك الليلة تاركاً أثر قدميه الحافيتين على الحبر المسكوب قهقهت حجرة اللغة بالصراخ وتلعثمت موسيقى الشعر بدأت رعشة الكتابة انتفضت النقاط سقطت نقطة نقطة نقطة ماالذي تبقى للحروف إذن وكيف تقرأ هذه المرة قصيدتك الأخيرة وتخطب في جمهرة الزمان ابحث عنه درويشك المفقود قبل أن يُعلِّم غيرك الكلام ولا تنفك عقدة اللسان أيها الأخرس إلا من طنين المارة وصرير هذا الباب لا.. لا تخرج الآن فالعاصفة قادمة والشهب تتهاوى على قارعة الطريق درويشك في الجب ابحث عنه اختبئ معه قل له: علِّمني الكلام ضعني نقطة على حرف !!