أرجو ألا تفرغ الدعوة الى تمكين الشباب من ادارة دولاب العمل بالدولة من مضمونها وأغراضها. البعض تعامل مع هذه الدعوة وكأنها تمثيل نسبي يجب أن يمثل فيه الشباب فى كل المرافق والمصالح الحكومية كما محاصصة وكوتات أحزاب حكومة الوحدة الوطنية. والبعض الآخر من المسؤولين تعامل معها تعاملاً منبرياً يصدع بها فقط عند الملتقيات والمنتديات التى يؤمها الشباب ولكنها لاتترجم هذه الدعوة الى برنامج عمل خاصة عند الإعلان عن شغر الوظائف العامة فى الوظائف الحكومية أوالتصعيد للمناصب الحزبية. الرفع الرسمي لسقف تطلعات الشباب بأنهم هم الوحيدون الأقدر على نهضة البلاد وحراستها وأن الكبار قد انتهى دورهم أو أوشك سيخلق صراع أجيال . ونهضة أى مجتمع وتطوره لن تقوم على الصراع الجيلي كما لم تقم على الصراع الطبقي الذي ابتدعته الماركسية وفشلت فى التطبيق العملي للنظرية بتأجيجها لهذا الصراع والسير على إذكاء الصراع بين الأجيال الذي لن يكون عاقبة أمره إلا خسرا. ألاحظ أن كل البرامج التى تقدمها المنظمات الشبابية يبذل لها وتجد التقدير والإستحسان مهما كان ضاءلة العائد فإن كان الاتجاه الرسمي فقط هو دعم برامج الشباب لأسباب سياسية فهذا منهج يجب أن يعاد النظر فيه وأما إن كان هذا الدعم لتحقيق النهضة وتمكين الشباب من إنفاذ البرامج التى تستغل طاقات الشباب وفتوتهم فلا تحفظ على هذا الدعم بل يجب المضي فيه. الدعوة الى تمكين الشباب من ادارة الدولاب الحكومي يجب أن يصاحبه برنامج إعدادي وتأهيلي لكيفية أداء الوظيفة الحكومية المحفوفة بقوانين ونظم ولوائح تقدس المؤسسية وتحترم الأقدمية وتعتمد التدرج لا القفز ويتساوى الكافة فى الوظيفة وعائداتها ومخصصاتها بعض الشباب الذين دخلوا الوظيفة الحكومية خرجوا سراعاً منها لأنها مقيدة بما ذكرنا والشباب الطموح لن تلبي له الوظيفة طموحاته والدفع فى هذا الاتجاه ستكون عائداته هى الأفضل على الشباب وعلى البلاد. فى السودان مجالات لتحقيق طموحات الشباب وتحقيق النهضة والتحديث وليست أن تكون بالضرورة الحقل الحكومي الملغم لقتل الإنطلاق وتحقيق الذات.