أعلن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير تحمله المسؤولية الكاملة عن الصراع في دارفور، واتهم المحكمة الجنائية التي أصدرت بحقه مذكرة توقيف على خلفية جرائم في دارفور ب«المعايير المزدوجة» وشن حملة من الأكاذيب ضد الحكومة السودانية.وزاد «هناك جرائم واضحة مثل ما يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان، لكنها لم تجد طريقها إلى المحكمة الجنائية الدولية». وقال البشير في الحوارالذي أجراه الصحفي سايمون تيسدال، ونشرته القارديان البريطانية أمس «بالتأكيد أنا الرئيس، وبالتالي أنا مسؤول عن كل شىء يحدث في البلاد»، وذلك رداً على سؤال بشأن الصراع المستمر في دارفور منذ عام 2003 وتابع «لكن الذي حدث في دارفور، قبل كل شىء، كان صراعاً تقليدياً يحدث منذ أيام الاستعمار».ودافع البشير عن أداء حكومته بالقول «كحكومة، نحن حاربنا الأشخاص الذين كانوا يحملون السلاح ضد الدولة. لكن بعض المتمردين هاجموا بعض القبائل أيضاً».ورداً على التقديرات المتعلقة بعدد الضحايا في دارفور، قال البشير «كانت لدينا خسائر بشرية، لكنها ليست قريبة من الأرقام التي ذُكرت في الإعلام الغربي، لقد ضُخمت هذه الأرقام لسبب ما».ودافع البشير عن أداء الأجهزة الأمنية قائلاً «واجب على الحكومة أن تحارب المتمردين، لكننا لم نحارب أهل دارفور».وهاجم الرئيس البشير المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو أوكامبو، متهماً إياه بالتصرف مثل الناشط السياسي، وأضاف «تصرفات مدعي المحكمة كانت تشبه بوضوح تصرفات ناشط سياسي وليس تصرفات قانوني محترف، وهو يعمل الآن لإعداد حملة كبيرة لإضافة المزيد من الأكاذيب».وزاد «كانت الكذبة الكبرى عندما قال إنني أملك تسعة مليارات دولار في أحد البنوك البريطانية، والحمد لله أن البنك البريطاني ووزير المالية البريطاني نفوا هذه الادعاءات».واتهم البشير الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بمحاولة قلب نظام الحكم في بلاده، وأضاف «ظلوا يحاولون تغيير النظام في السودان منذ 20 عاما، وهذه ليست أخباراً جديدة بالنسبة لنا»، لكنه استدرك قائلاً «بالنسبة للأوربيين، لاحظنا بعض التغيرات الإيجابية في موقفهم. أما الولاياتالمتحدة فهي مستقطبة من العديد من مراكز القوى ولا زالوا يحاولون تغيير النظام في السودان».وقلل البشير من شأن بعض التظاهرات التي شهدها السودان مؤخراً، مضيفاً «لن يكون لها تأثير كما حدث في مصر وتونس أو حتى ليبيا، لا اعتقد».وأكد أن السودان لن يقدم ملاذاً للعقيد الليبي معمر القذافي، وقال إن منح القذافي ملاذاً في السودان «من شأنه أن يسبب مشاكل مع الشعب الليبي لسنا بحاجة لها».وأضاف «نحن نعرف أن ليبيا بلد مهم ويتمتع بموقع هام على البحر الأبيض المتوسط في مواجهة أوروبا، وبالإضافة إلى ذلك فإن مواردها مثل النفط تجعلها مهمة لدول أخرى مثل فرنسا وبريطانيا وأوروبا بشكل عام».