أكد الرئيس عمر البشير ،ان السودان لن يقدم ملاذاً للزعيم الليبي معمر القذافي،لأن ذلك من شأنه أن يسبب له «مشاكل» مع الشعب الليبي، وشكك في دوافع تدخل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا في ليبيا ، ورأى أن الهدف غير المعلن لهذه الدول في ليبيا والسودان هو تغيير نظامي الحكم في البلدين، وأقر بتحمل المسؤولية الشخصية الكاملة حيال الصراع في دارفور. وقال البشير ، ان ليبيا بلد مهم ويتمتع بموقع هام على البحر الأبيض المتوسط في مواجهة أوروبا، وبالاضافة الى ذلك فان مواردها مثل النفط تجعلها مهمة لدول أخرى مثل فرنسا وبريطانيا وأوروبا بشكل عام. وشكك البشير، خلال حديث مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، نشرته أمس، في دوافع بريطانيا والولاياتالمتحدةوفرنسا، قائلا ان «هدفها غير المعلن في السودان وليبيا هو تغيير النظام وأفعالهم تخاطر بزعزعة استقرار المنطقة على نطاق واسع». وأضاف، ان بريطانيا والولاياتالمتحدةوفرنسا «تعتبر أن من المهم بالنسبة لها أن ترى نظاماً صديقاً ان لم يكن موالياً في ليبيا، وبالنسبة لنا فان هذه الدول تحاول تغيير النظام»، مشيرا الى ان بريطانيا ودولا غربية أخرى تسعى للانتقام منه والاطاحة بالنظامين في السودان وليبيا. وأقر البشير بتحمل المسؤولية الشخصية الكاملة حيال الصراع في دارفور، قائلا «بالطبع، أنا الرئيس، لذلك أتحمل المسؤولية عن كل ما يجري في البلاد»، مؤكدا أن «أي شيء يحدث هو مسؤوليته، ولكن ما جرى في دارفور كان صراعا تقليديا يجري منذ الحقبة الاستعمارية». وأضاف ،ان قواته كانت تقاتل من يحملون السلاح ضد الدولة، وان بعض من وصفهم بالمتمردين كانوا يهاجمون بعض القبائل، فوقعت خسائر بشرية -عشرة آلاف قتيل وسبعين ألف مشرد، حسب التقديرات الحكومية- ولكنها لم تقترب من الأرقام التي صدرت عن وسائل الاعلام الغربية التي «بالغت فيها»، مؤكدا ان من واجب الحكومة مكافحة المتمردين، «ولكننا لم نقاتل الشعب في دارفور». ووصف البشير، اتهام المحكمة الجنائية الدولية له بارتكاب ابادة جماعية في دارفور، بأنه سياسي وينطوي على معايير مزدوجة «لأن ثمة جرائم واضحة جرت في فلسطين والعراق وأفغانستان ولم تحال الى المحكمة الجنائية الدولية». وحمل في شدة على مدعي المحكمة الدولية لويس مورينو أوكامبو، وقال ان سلوك أوكامبو هو سلوك ناشط سياسي وليس سلوك مهني قانوني محترف، وزاد: «يعمل الآن على حملة كبيرة لاضافة المزيد من الأكاذيب». ويمضي البشير قائلا «من أكبر أكاذيب أوكامبو امتلاكي لتسعة مليارات دولار في البنوك البريطانية، ولكن الحمد لله أن البنك البريطاني ووزير المالية البريطاني نفيا تلك المزاعم». وفي شأن مدى تأثير «ربيع العرب» على السودان، قال البشير ان الاحتجاجات الصغيرة في البلاد والتي تدعو الى مزيد من الديمقراطية تفتقر الى الدعم الخارجي، مستبعدا أي تأثير على السودان، خلافا لما جرى في مصر وتونس وحتى ليبيا.