المسرح أبو الفنون.. هذه المقولة تجسدت أمس مساء، حيث تعانقت وتمازجت كل الفنون من دراما وشعر وغناء وفن تشكيلي ومعرض كتاب.. فنون شعبية وأكروبات في واحدة من صروح الثقافة.. ألا وهو مسرح خضر بشير بمنطقة شمبات بمحلية بحري، وتقاطرت جموع المواطنين بكل فئات المجتمع البحراوي صوب هذه القلعة، فكانت الزفة بالطبول والدفوف والزغاريد وإبداعات الفنون الشعبية. وفي المساء ضاقت ساحة المسرح والذي امتلأ عن آخره ولم يقف عند ذلك الحد، بل ظل الواقفون أكثر من الجالسين.. وعند الثامنة والنصف قام الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر والي ولاية الخرطوم بقص الشريط إيذاناً بافتتاح مسرح خضر بشير وفي معيته الدكتور محمد عوض البارودي صاحب ذلك العرس الثقافي، والأستاذ محمد المكي معتمد محلية بحري وعدد كبير من الوزراء في مقدمتهم الأستاذ السموأل خلف الله القريش وزير الثقافة الاتحادي، ولفيف من القيادات المسرحية على رأسهم الأستاذ مكي سنادة الذي حيا مواطني ولاية الخرطوم عامة وأهل بحري خاصة بهذا المولود الجديد الذي يضاف إلى المسارح القائمة والمسارح الآتية، وأشاد بحكومة ولاية الخرطوم لاهتمامها بالثقافة وفي مقدمتها أبو الفنون المسرح، وقال إن تخفيض الرسوم وإعفاءها من شأنه النهوض بالعمل المسرحي والدرامي في البلاد. أما معتمد محلية بحري فقد مازج بين الثقافة والخدمات التي تقدمها المحلية لمواطنيها، مؤكداً السير قدماً في دعم العمل الثقافي والاجتماعي والخدمي، وقال إن افتتاح هذا المسرح يمثل نقلة كبيرة في اندياح الأعمال الثقافية بالمحلية رائدة العمل المسرحي والفني. وكان البارودي أبو الثقافة بالخرطوم شعلة من النشاط، حيث استقبل كافة المدعوين ببشاشة ويهنيء أهل الثقافة قبل أن يهنئوه، وقال في كلمته إن منطقة بحري ومواطنيها يستحقون هذا المسرح، لأنهم مبدعون وفنانون، داعياً كل الشباب والموهوبين لارتياد هذا المسرح وتقديم إبداعاتهم وفنونهم لمواطنيهم. أما راعي هذا العمل وداعمه الأول الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر والي ولاية الخرطوم، أكد اهتمام حكومته بالعمل الثقافي وإنشاء البنيات التحتية من أجل النهوض بالعمل الثقافي والمسرحي، وحيا سيادته كافة المبدعين في كافة مجالات الفنون، وترحم على المبدعين الذين قضوا نحبهم.. وقال إن الولاية تعمل على إضافة العديد من المسارح خلال الأيام القادمة، منها مسرح شرق النيل بالحاج يوسف، ومسرح أم درمان وكرري. وفي بداية الحفل قدمت فرقة المركز القومي لثقافة الطفل لوحة فنية رائعة تمثلت في إبداعات عدد من ولايات السودان، كما قدمت فرقة الأكروبات السودانية فقرات شيقة في التحكم والجمباز والقدرة على التصرف السريع، كما قدم الشاعر الكبير تاج السر عباس عدداً من القصائد الشعرية وأعقبه بالغناء الفنان محمد خضر بشير مقدماً عدداً من روائع وأغنيات والده، متقمصاً كل حركات وانفعالات والده الغنائية وخاصة في أغنية (الأوصفوك). وكان مسك الختام أو سيدها كما أطلق عليه الجمهور، الفنان المبدع والموسيقار محمد الأمين بأغنياته الخالدة التي هيجت المشاعر والاحاسيس، حيث تمايل طرباً كل الحضور وكان للوالي والوزراء الدور الكبير في هذا الطرب الذي مسح من دواخلهم هموم العمل المضني في خدمة الشعب، وتجدر الإشارة إلى أن ردهات المسرح قد ازدانت بالأعمال التشكيلية والأعمال اليدوية والسياحية والأثرية