أصبح استعمال المواد الكيميائية مترافقاً لأي نشاط بشري في كل مجالات الحياة ،وهناك مواد لها تأثيرات سلبية على جسم الإنسان سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر خاصّة وأن هذه المواد أصبحت تستخدم بصورة كبيرة دون مراعاة لبعض الضوابط التي تحد من خطورتها على الصحة العامة ،الأمر الذي أدى لتفشي العديد من الأمراض. ولمعرفة بعض الجوانب المتعلقة باستخدام الأسمدة والمبيدات ومدى تطبيق الجوانب العلمية في استعمالها، إلتقت (آخر لحظة) د. نصر الدين شلقامي رئيس جمعية حماية المستهلك ، فأوضح أن استعمال المبيدات محفوف بمخاطر صحية كبيرة ،لذلك فهي تحكم بواسطة لجنة دولية تسمى (JECFA) مكونة من منظمة الأغذية والصحة العالمية وهي تابعة للجنة دستور الغذاء، ولها في كل دولة مواصفات فهي تجري أبحاثاً على المبيدات وتمنع البعض من الأسواق ، إضافة إلى أنها تحدد المقادير المستعملة ومواقيت الاستعمال وكذلك تحدد المتبقيات في جسم الإنسان. وأكد أن هنالك بعض المبيدات التي يحرم استعمالها في الخضروات والتي تم تصنيعها لبعض المنتجات التي لا يتم استهلاكها ك(القطن) وغيره من النباتات الأخرى ولكنها تتسرب إلى المشاريع الأخرى أو من الأسواق، وهذا أول انتهاك لصحة المستهلك فهي تدخل في الطماطم والباميا والكركدي لأنها من نفس فصيلة القطن. وعزا الدكتور شلقامي تسريب هذه المواد لبعض المنتجات الغذائية لعدم وجود ضوابط على البيع والاستعمال في الحقل إضافة لجهل المزارعين العاملين في مجال الخضر ،الأمر الذي أدى إلى عدم ترشيد استعمالها. ولتدارك هذا الأمر قامت لجنة شؤون المستهلك بأخذ عينات من الأسواق للعديد من الخضر لاخضاعها للفحص لمعرفة الأنواع المستعملة وتجرى الآن الفحوصات التي ستظهر نتيجتها بعد أيام، وعلى ضوء ذلك ستكون هنالك قرارات صارمة ولن يتوقف عمل اللجنة عند ذلك الحد بل ستكون هنالك رقابة على أماكن البيع تقوم بها كل الجهات ذات الاختصاص بشؤون المستهلك. وكل هذه الإجراءات تتم للحد من المخاطر التي لا تظهر بين يومٍ وليلة بل أنها تحدث بالفعل التراكمي ،وما السرطانات والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض التي انتشرت في الآونة الأخيرة إلاّ نتاج طبيعي لهذا الاستخدام العشوائي للأسمدة والمبيدات وغيرها، وهذا ما دعاني للالتفات لهذا الجانب والقيام بالخطوات التي ذكرتها آنفاً. وعن القوانين التي تنظم استخدام الأسمدة والمبيدات أكد شلقامي أنها موجودة ولكنها غير مفعّلة لذلك لا بد أن تكون هنالك ضوابط أخرى ومخاطبة للضمير وتوعية عامة، ونادى الجهات ذات الاختصاص بضرورة تضافر الجهود للحد من انتهاك الصحة العامة ،وخص بالنداء إدارة الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة أن تقوم بدورها.