طلب مني الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس التحرير بإرسال محرر لمستشفى امدرمان التعليمي لتغطية المرحلة الأولى من خطة التطوير التي ستخضع لها المستشفى وقد قلت له: سأذهب بنفسي، فلهذا المستشفى (وقعه) الخاص على نفسي وبما أنني من مواطني المدينة التي أعتز بالانتماء لها جداً، ولم أقدم لها الكثير فقد أعطتني ولم تمل، لكننا انخرطنا في العمل ولم نكن نعطيها رغم أنها تحتاج في كثير من الأحيان ،لا سيما من حمايتها من بعض (التقول )الذي يقع عليها بين الحين والآخر. المهم حملت معيناتي وذهبت إلى هناك فوجدت المدير العام د. يوسف المغربي ومساعده د. أحمد البشير ورئيس مجلس الإدارة الأستاذ أمير عبدالله خليل ،وعندما تحدثوا عن أمدرمان وعن المستشفى طلبت منهم أن يتجاوزوا هذه النقطة لأخرى ،لأنني أحفظ هذا الحديث عن ظهر قلب، بل ذهبت معهم لأكثر من ذلك وقلت: لهم إن أجدادي عندما أتوا مع المهدي كانوا يسكنون في هذه المستشفى التي كان يطلق عليها( الزريبة ) بالإضافة لعلاجهم المستمر بها وحتى الآن.. لم يؤمنوا بالعلاج بالمستشفيات الخاصة لانهم يوقنون أن من يريد العلاج عليه بالمستشفى وليس الطبيب الخاص أو المستوصف الخاص جداً. وقلت لهم اعتبروني جزء من هذه الخطة ولا أريد لا جزاء ولا شكوراً، فمن يعمل في بيته ولإهله لا يتلقى مقابل.. وافقوا جميعاً وبدأت أتابع معهم.. ذهبت في جولة مع مساعد مديرها العام د. أحمد البشير وكنت أرى التردي الواضح ليس في الخدمات لأنهم يقدمون أقصى ما عندهم، ولكن في المباني التي تهالكت ولم تشهد معالجات. وقد كانت خطة تطوير المستشفى قد قطعت شوطاً ،خاصة بعد اكتمال شبكة الصرف الصحي التي تؤرق مضاجع المستشفى والقائمين عليها وقد أخبرني د. أحمد حينها أنها وصلت في تنفيذها ل (75%) وهذا ما يخص المستشفى و أن ال (25%) تعهد بها د. الفاتح عز الدين معتمد أمدرمان آنذاك، ولا أظن أن ال (25%) قد حدث فيها جديد.. بالمناسبة سادتي من يذهب لمستشفى أمدرمان اليوم لن يجدها كسابق عهدها فقد تم تأهيل كل عنابر الباطنية والجراحة حريمات ورجال وتمت إزالة كل المواقع التي كانت تشوِّه منظرها وحولت لمساحات مزروعة وجميلة، كما قاربت الجهات الرسمية والتي تشمل مجمع العمليات وبنك الدم والأشعة وغيرها، هذا بالإضافة لمركز البقعة التشخيصي الذي حرصت المستشفى على تأهيله تاهيلاً كاملاً حيث شمل كل أنواع الفحوصات العلاجية بما فيها الصور المقطعية والرنين المغنطيسي وغيرها من الأجهزة اللازمة للتشخيص، وأيضاً مستشفى البقعة الذي يعد رافداً أساسياً للمستشفى التعليمي، والذي يخطط لافتتاحه في الأيام القليلة القادمة.. وأخيراً سادتي نحن نشكر أهل الصحة بكل مستوياتهم ،والذين لم يبخلوا في توفير 28 مليار لتأهيل هذا المستشفى ونشكر إدارتها التي لم يغمض لها جفن، وتحية خاصة من أهل أمدرمان لأولئك النفر الكريم الذي عمل بتجرد ونكران ذات بشهادة مجلس الإدارة المكون من خيرة أبناء أمدرمان.