تدخلت شخصيات قومية ورجالات إدارة أهلية وبرلمانيون سابقون للحيلولة دون تمادي المعلمين في ولاية شمال كردفان الاستمرار في إضرابهم الذي انتقص «60» يوماً من العام الدراسي الحالي، ولأننا مجتمع مطايبات ومجاملات جبر المعلمون خاطر (الأجاويد) ورفعوا الإضراب بشروط ميسرة أن ينال المعلمون (شيئاً) من حقوقهم مرتب شهر أو مرتب نصف شهر في غضون أسبوع، انتهى أمس الأحد والمعلمون (المضربين) عن الطباشور وفصول الدراسة وقرع أجراس بداية الحصص ونهاية اليوم، يؤمنون بالمقولة الشعبية (الكحة ولا صم الخشم)، لذلك تنازلوا عن حقوقهم كاملة واشترطوا فقط نيل شيء من حقوقهم.. إنتهى الأسبوع و(الحال نفس الحال)، لم تفِ الدولة بوعدها وربما عاود معلمو شمال كردفان اليوم أو غداً الإضراب عن التدريس ولم يتبقَ من العام الدراسي إلا شهر ونصف الشهر يذهب بعدها المعلمون في إجازتهم السنوية ويشاركون في الانتخابات ويصوتون لصالح الحكومة التي فشلت في منحهم حقوقهم حتى بعد جفاف عرق جبينهم وجفاف أفواههم. نهضت لجنة أهلية من ولاية شمال كردفان تضم رئيس المجلس التشريعي الطيب أبو ريدة، وناظر عموم البديرية الزين ميرغني زاكي الدين، ورئيس شورى الوطني والبرلماني السابق حسين أبو حجيل، وعدداً من رموز مدينة الأبيض رجال سوق ود عكيفة، سوق (أبو جهل) سابقاً.. وصل الرجال الخرطوم يبحثون عن مخرج صدق أو أي مخرج لأزمة التعليم في الولاية ومساعدة أنفسهم، يحثون الخرطوم التي بيدها المال والبترول والذهب وسيف المعز أن تمنح مواطنيها حقوقهم.. بطبيعة الحال ذهب الوفد الرفيع في مقامه عند أهله، للشيخ أحمد إبراهيم الطاهر الذي لا خلاص له من أهله ولا طريق يسلكه أهل كردفان غير درب المزروب للاستفادة من نفوذه المركزي وثقة القيادة فيه، مساعدة المعلمين لنيل حقوقهم فقط وليس بحثاً عن امتياز إضافي.. وجه الرئيس الأسبوع الماضي بحل ضائقة عمال السكة حديد بعد شهور من الضنى والعذاب المر في بلد أصبحت فيها السكة حديد شيئاً من الماضي، فانفرجت أسارير عمال السكة حديد ونالوا حقوقهم بتوجيه من الرئيس، فمتى يصدر توجيه آخر حتى ينال معلمو ولاية شمال كردفان حقوقهم.. وإلى متى تظل الحقوق مهضومة حتى يتدخل الرئيس؟ } نعم أبو كلابيش ليس مسؤولاً وحده عن متأخرات المعلمين ولكنه أيضاً يتحمل ما حدث من إخفاق الدولة في منح (الأجير) حقه، ولأن زعيم العمال بروفيسور إبراهيم غندور مشغول هذه الأيام بالتدابير السياسية ومطبخ المرشحين، تولى سد الثغرة إنابة عنه زعيم قبيلة البديرية الزين ميرغني زاكي الدين، وأخذ الوفد يتجول وسط الوزارات الحكومية يتوق للقاء د. عوض الجاز ولقاء علي عثمان محمد طه ولقاء د. نافع علي نافع، فقط من أجل حق قانوني ودستوري وإنساني قبل أن يصبح التعليم شيئاً من الماضي ويذهب الفاقد التربوي لرمال أم بادر وحمرة الشيخ حاملاً السلاح في وجه الدولة، وقبل أن يكسب المتمرد الحالي ونائب رئيس المجلس التشريعي السابق أحمد وادي المعلمين والفاقد التربوي ويوظفهم لمصلحة مشروع تدمير كردفان الذي تساهم فيه السياسات الحكومية (بعود رجل) في فقه الديات!!