كنا نسمع بين الحين والآخر عن ظهور حيوان مفترس في المنطقة الفلانية أو العلانية ،ولا أخفي عليكم فإني لا أصدق تلك الحكايات لأنها مرتبطة في ذهني بالخرافات مثل «الغول، البعاتي ،السحار والرخ» وغيرها من الأسماء التي تذخر بها الأحاجي السودانية رغم أن الأثر السوداني يقول إنهم كانوا يصدقون بوجود «البعاتي والسحار» على أرض الواقع ،ولم تكن تلك الاعتقادات في الولايات فقط فقد كان أهلي يقولون إنهم عندما رحلوا لمنزلهم في أم درمان كانوا يضعون فروع شجر العشر و يضعون أحذيتهم مقلوبة حتى لا يدخل البعاتي أو السحار لمنزلهم.. المهم سارت الحياة على ما هي عليه بين مقتنع بوجود هذه الأشياء وبين من طُبعت على أذهانهم فلا يجدون فرصة إلاَّ ويطلقون القصص عن مشاهدتها ونظل نحن لا نصدقهم، حتى أنني لم أصدق بوجود الذئاب أو الحيوانات الغريبة المنتشرة الآن في نواحي مختلفة من العاصمة ،وقلت إنها مبالغات ولكن كثر شهود العيان وبدأت هي في وضع بصماتها واضحة باعتدائها على الكلاب والماعز، وخرجت بعض التصريحات الرسمية التي تقر بوجودها ولم يعد لنا سبيل لإنكارها لكن لا أحد يعرف كنهها بصورة نهائية، فمنهم من يقول إنها ذئاب ومن يقول إنها كلاب ضالة ونحن نحتار بين هذه وتلك ،وبما أن شرطة الحياة البرية قد قالت إنها كلاب مستوردة فنحن سنصدق ذلك إلى أن يثبت العكس.. وحتى لا يتضرر أي مواطن أو ممتلكاته يجب أن يأخذ المواطنون حذرهم وأن يعملوا على تبليغ ال«999» عند مشاهدة هذه الحيوانات، حتى نحد أولاً وقبل قتلها أو القبض عليها من شرها، ويجب أن نساعد ونقف صفاً واحداً لحماية بعضنا وأن لا نزيد خوف المواطنين بإطلاق القصص الخيالية مما يعقد القضية ولا يحلها ،خاصة بعد أن أصبح الخوف من هذه الحيوانات ملازم للكثيرين في حلهم وترحالهم..