تشهد العاصمة هذه الأيام تجمعات النخب الذين يطلقون الشائعات عبر اللقاءات التي تتم في بعض الصالونات السياسية، والتي أفرزها الجو السياسي المضطرب الذي يسود هذه الأيام بفعل بعض القنابل التي تتفجر بهدف تعكير المناخ السياسي وإحداث شرخ في الجبهة الداخلية وزعزعة الاستقرار السياسي والأمني، ونشر حالة من الرعب والترويع للمواطنين، وهؤلاء يبثون شائعات مفادها أن الوطن بات في خطر وأنه على حافة الهاوية، وأن الاختلافات متفجرة بين شريكي الحكم والاختلافات حول القوانين المقيدة للحريات حول الانتخابات. حملة التشكيك والتأويل التي انتشرت هذه الأيام أيضاً بأن هناك اختلافات بالمؤتمر الوطني فسرها أعداء الوطن وبالتحديد أعداء المؤتمر الوطني بأنها نهاية لنظام الإنقاذ.. هؤلاء المرجفون والمتخاذلون يثيرون الذوابع وينشرون الشائعات الضارة والمشوهة لعرقلة الانتخابات والإضرار بالوطن، هذه البلبلة لا يتمناها أبناء الوطن الخُلص مهما واجهوا من صعاب العيش وتقلبات الأوضاع والظروف لأن هؤلاء الخلص يؤمنون بأن لا حياة بدون عناء وأن مرحلة البناء والتعمير تصحبها الكثير من الصعوبات وتحتاج لصبر طويل لأن بناء الأمم ليس بالتمني والأمم لا تبني حضاراتها بين يوم ليلة. ولنا أن نقول لهؤلاء الذين يطلقون الشائعات ويقودون حملات التشكيك والتأويل وتلوين الحقائق بعد الانجازات المرئية، بأن لا مجال لإطلاق الشائعات الضارة التي تحمل مضمون التشكيك في النوايا، نقول لهؤلاء لكم مطلق الحرية للتعبير عن آرائكم، لكنكم مطالبون في الوقت ذاته بإظهار البيانات الدامغة والأدلة القاطعة للتهم التي تحاولون الصاقها لكيان الوطن ورموزه... ويقيناً أنهم يفتقدون البراهين لذا عليهم أن يكفوا عن الإساءة للوطن وعرقلة مسيرته، فشائعاتهم تصيب الوطن وأبناءه في مقتل، وتتسبب في نشر حالة من التشاؤم واليأس وفقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها. تجيء هذه الشائعات المليئة بالمغالطات لتقويض عملية الانتخابات وتشهد الصالونات السياسية المتفرقة في الولايات والعاصمة القومية، يأتي هذا في وقت عصيب يمر به الوطن نتيجة للحصار والضغوط الدولية والمهددات التي تهدف إلى تفتيته وتفكيك أوصاله.. كما تجيء الحملة الشرسة الداخلية من أعداء النظام متزامنة مع الوثبة الكبيرة والخطوات غير المسبوقة التي قطعها الوطن في مسيرة التنمية والعمران والسعي لحل قضاياه الساخنة بدارفور وأبيي، هذه القضايا التي باتت قاب قوسين أو أدنى للتسوية الكاملة وإحلال السلام في ربوع المنطقتين. لا ينكر أحد أن السودان أصبح رقماً مرموقاً ويحتل مكانة مهمة في مصاف الدول المتقدمة في افريقيا في كافة المجالات، وأصبح عضواً فعالاً ومؤثراً على الساحتين المحلية والاقليمية، وبدأ زحفه ليحتل مكانه أيضاً على الصعيد العالمي في هذه الظروف الصعبة، فالدعوة موجهة لكل أبنائه أن يتحلوا بصدق المواطنة والإحساس بالمسؤولية الوطنية لا بأساليب المكايدة السياسية والانفعال، وأن يأتي الجميع بالأفضل والانفع لمصلحة الوطن ومواطنيه، من خطط وبرامج وسياسات قابلة للتنفيذ والتطوير والإقبال بقناعة تامة على الانتخابات القادمة. السودان رحم ولود يجيء بالوطنيين في كل زمان، ومنذ تكوين دولته أنعم الله عليه برجالات يملأهم حب الوطن كانت لهم دوماً مواقف وطنية مشرفة، ساندوا القضايا الوطنية في أشد الظروف القاسية متصدين لكل من يحاول النيل من سيادته ومسيرته أو المساس بأمنه واستقراره، متغلبين على أي مرارات أو اختلاف في الرأي الرؤى.. فهل صار الجميع في درب هؤلاء حفاظاً على الوطن الذي إذا أصابه أذى أصابنا جميعاً دون تفريق.. رسالة وطنية للجميع..