لاخير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها. عبارة خطرت على بالي عندما قرأت ما أوردته بعض الصحف على لسان الدكتور نافع علي نافع في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه مرشحي المؤتمر الوطني لمناصب الولاة والدوائر الجغراية. اندهشت عندما سمعت ما قاله عن أن المحتجين حججهم ضعيفة لأنهم اعتمدوا الكلية الشورية، وقد كنت أول الكلية الشورية بالدائرة (13) مجلس وطني محلية كرري وبفرق شاسع في الأصوات ومع ذلك تم اختيار شخص هو الأخير، ويا ليته كان من المؤتمر الوطني لما كان في الأمر غضاضة ،لأننا في المؤتمر الوطني لا نعرف أول أو أخير ولكنه كان من خارج المؤتمر الوطني ومن خارج محلية كرري بحجة التحالفات، وهو لعمري معيار ضعيف مقارنة بأمر الله بالتزام الشورى التي أمر بها رسوله «وكان في حالة غضب» أن يعفو عنهم ويستغفر لهم ويشاورهم في الأمر فأصبحت الشورى أمراً ربانياً لازماً وملزماً ومعياراً دقيقاً للمؤسسية. وحجة التحالفات هذه حجة واهية وضعيفة، كم من شخص تحالفنا معه مكث معنا قليلاً ثم خرج، مثل ما حدث مع أحد مساعدي الرئيس السابقين وفي ذلك الوقت لم تكن هناك دوائر يمكن أن نخسرها ،أما إن خرج حليف الآن من حلف المؤتمر الوطني فسوف يُخرج معه دائرة عزيزة الأصوات. ثم كيف نتحالف مع أحزاب لا يستطيع أعضاؤها تأمين دائرة لرؤسائهم «نحن العايزنا في المؤتمر الوطني ومقتنع بينا إجينا عديل بالباب» مثل ما فعل «شيلا وطيفور.. وآخرون» فليس لدينا وقت للرعاية والسقاية فالأجدى أن نستثمر هذا الوقت في تمتين المؤسسية وتوسيع قاعدة الشورى لحزبنا. هذه المشكلة التي حدثت في الدائرة «13» كرري كان يمكن تلافيها بسهولة لولا الأخطاء التي ارتكبها نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية كرري والتي تمثلت في الآتي: أولاً: إفراغ الدائرة كان يخص الدائرة «15» واقترح الدائرة «16» ولكنه دفع بها للدائرة «13» نكاية بنا لأساب شخصية ومعلومة للجميع ولكل العضوية. ثانياً: كان من الأجدى عدم عقد الكلية الشورية من أساسها، ولكن عندما عقدت الكلية الشورية ودفع نائب رئيس المؤتمر الوطني بمرشح خارج المؤتمر الوطني في الكلية الشورية أصبح الأمر مشيناً وكان هذا خطأ تنظيمي فادح وفضيحة سياسية مجلجلة، وعندما اعترضنا على هذا الأمر رفض الانصياع لرأي الشورى التي أسقطت مرشحه ليقول له 90% من الحضور «لا» عالية داوية قوية ،وهذا السقوط ليس للمرشح بقدر ما كان لنائب رئيس المؤتمر الوطني بالمحلية. ثالثاً: كان من الممكن أن يتم استدعاؤنا قبل انعقاد الكلية الشورية ويقال لنا أن هذا الأمر «شكلي» وبالكلمة الطيبة كان من الممكن أن نتنازل لأن المثل يقول: «الكلمة الطيبة معطت شنب الأسد» وكان أولى أن تتم مشاورتنا بجهة أننا عملنا أكثر من 6 أشهر عملاً مضنياً مع ناخبين من شتى الفئات في دائرة هي الأكبر في كرري وبها أكبر ثقل سياسي وثقافي وعلمي واقتصادي.. ومن الحجج الواهية التي ساقها نائب رئيس المؤتمر بالمحلية أن المرشح هذا« أفضل» من ناس في المؤتمر الوطني «سبحان الله» وأن المرشح وقف مع الرئيس البشير في قضية أوكامبو، نحن من جانبنا نحترم هذا المرشح احتراماً كبيراً وهذه حقيقة لا جدال فيها ،ولكن بالله عليكم من في السودان لم يقف مع الرئيس البشير في تلك الفرية التي افتراها أوكامبو ومن خلفه الشيطان؟.. والذاكرة لا زالت تعي يوم أن خرج سكان كرري الثورة لأستقبال الرئيس وهو عائد من الكلية الحربية في ملحمة تلقائية عفوية عند صدور القرار رجالاً ونساءً وأطفالاً، يكبرون ويهللون ويذرفون الدموع ويقدمون الأنفس فداءً للرئيس، فهل نستكثر عليهم أن ينوب عنهم شخص من الدائرة أو المحلية على الأقل حتى يتم «استيراد» نائب من الخارج؟.. ألا يوجد في مائة وعشرة ألف شخص في الدائرة وقرابة نصف مليون شخص في المحلية من يمثلهم أو ينوب عنهم وهم الذين قادوا خط الدفاع الأول وقدموا الشهداء يوم أن دخل خليل وزمرته أم درمان ،فإن كان لا يوجد فأتوا لنا بحليف من الذين سكنوا الثورة أمثال الدقير وإخوانه ،وهذا أفضل لنا لأنهم معروفون لأهل الدائرة. ما كنت أود أن أكتب هذا الحديث في الصحف لأن الأمر يجب أن يكون في غرف مغلقة ويحق للقائمين بالأمر وقتها أن يمطرونا بما شاء لهم من الرصاص المسكوب قولاً ولفظاً، ولكن أن نسمع بعض من المفردات القوية التي كانت تقال لأحزاب المعارضة والتي كنا نستأنس بها ولكن أن تصب تجاه إخوة في التنظيم فإن هذا يصيب بالحزن والامتعاض. وأخيراً أود أن أوضح بأننا ملتزمون رغم الظلم الذي وقع علينا وليس خوفاً من أي تهديد، ولو أردت أن أنزل كمستقل في هذه الدائرة لما فاز أي حليف للمؤتمر الوطني لأن أهل هذه الدائرة يثقون فينا ثقة مفرطة وليس مفرطة «بتشديد الراء» كما عند البعض. وأخيراً تقديري والتزامي لرئيسي الرجل الدكتور المهذب الخلوق د.« عمار حامد سليمان »حادي ركب محلية كرري وباني تنظيمها المتين، الذي يبعد كل المرجفين والواجلين والمنتفعين والفاسدين والمفسدين. وأخيراً استغفر الله لي ولكم ونسأل الله أن تسلم بلادنا من كل أذى وأن تصبح شعارات الوحدة واقعاً معاشاً لا حلماً بعيد التحقيق. ودمتم ü طبيب وقيادي بالمؤتمر الوطني محلية كرري