*وعجز البيت معروف (قد عُدَّ كلبُ الصيد في الفرسان) وللكلاب في الشعر العربي كثيرُ ذِكر وقد قال أبو دلامة الذي رافق الخليفة المهدي في رحلة ومعه وزيره علي بن سليمان وعندما كانت كلاب الصيد تطارد الظباء رمى علي بن سليمان نحوها سهماً فأصاب كلباً فيما اصطاد الخليفة المهدي ظبياً فقال أبو دلامة في ذلك. رمى المهدي ظبياً شك بالسهم فؤاده وعلي بن سليمان رمى كلباً فصاده فهنئياً لهما كلُ امرئ يأكل زاده فضحك الخليفة حتى سقطت عمامته.. *ولست أدري كيف كان سيفعل الخليفة إذا رأى صحفنا وقد امتلأت بصور الكلاب والجند شاكَّي السلاح وقد غمرتهم حلاوة النصر .. أو أحد الشباب يرفع كلباً ميتاً من ذراعه .. أو قرأ لصحفي يقول في الخبر...(وبعد مطاردة مثيره أبدت فيها الشرطة بسالة نادرة وتضحيات جسام .. تمكن سائق العربة من (صدم الكلب باللستك) فأراده قتيلاً!! *إن صحف الإثارة موجودة في كل أركان المعمورة لكن الأمر عندنا أن ننشر (الخرافات) في صحف يشتريها الناس بفلوسهم للمتعة والفائدة معاً.. أو للمتعه فقط .. لكن أن تتحدث صحيفة عن (أم ضنب) وتنشر الذعر في أوساط المواطنين عن مخلوقات غريبة تجوس في الديار وتلتهم الأطفال.. في حين أن مضابط الشرطة وسجلات المستشفيات لم تسجل حالة وفاة واحدة.. فذاك أمر يستوجب المساءلة المهنية والقانونية ويخالف أخلاقيات المهنة.. وينبئ بعدم المسئولية.. ويحكي عن مهازل حقيقية لا تجد من يردع عليها. لربما كان بعض الخبر في جوهره صحيحاً فهناك (كلاب ضالة)!! وجائعة انتشرت في الآونه الأخيرة في بعض الأحياء السكنية.. وربما أُطلقت من إحدى المزارع بعد أن ثَقُل َ على مربيها أمر إعاشتها.. لكنها في النهاية مجرد (كلاب) لاتستدعي كل هذه الضجة فالعاصمة بالملايين التي تقطنها لا يمكن أن تروعها (شوية كلاب) مهما كانت جنسيتها !! او تبعيتها !! أو أفعالها.. قال حمدان شاعر الجعليين يهجو قوماً فزعوا من (ثور هائج) قال:- كان شفت الزغَّرتْ والخلوق بتجول السيَّاف مسلسلة والسلاح مشيول وهو أصلو عجلاً ماهو تامَّي الحول أبداً مو طُلُق بعد الكتاف مشبول والزغَّرت جمع زغرودة.. والسيَّاف جمع سيف.. ومشيول يعني مربوط من فتحة الأنف.. والكتاف شد الوثاق.. ولو كان حمدان بيننا لقال ما قال في حكاية (الكلاب) هذه.. *وقد تهيأت للرد على مالك عقار الذي قال إن (الإنقاذ بلا سنون) وإنها بلطجية وقد احتار عقلي في كيفية الجمع بين البلطجة وخلو الفم من الأسنان فالبلطجة تحتاج لأنياب ومخالب ولكن مالك عقار سرعان ما نفى ما نسب إليه وهدد بمقاضاة من حرَّفوا كلامه الذي قاله (بالرطانة) على مائدة الطعام.. وللطعام لذة تذهب بعقل الجائع.. وما دام السيد الفريق مالك عقار قد صحح المعلومة التي نسبت إليه فقد (كفى الله المؤمنين القتال) والربط بين هذا الأمر وشائعة (أم ضنب) والحيوان الغريب.. هو الميل للإثارة في بعض صحفنا.. إن كانت إثارة ساسية أو اجتماعية. *سُئل أحد العلماء عن (البركة) ماهي ؟ فرَّد على سائله بسؤال :- ما هو الحيوان الذي يلد أكثر الغنماية أم الكلبة ؟ فأجابه طالب السؤال :-(الكلبة طبعاً.. فهي تلد عشرة جراء أو أكثر .. والغنماية لا تلد أكثر من اثنين في معظم الأحوال ، فسأل الشيخ مرة أخرى(طيب الموجود في الشارع أكثر الغنم أم الكلاب؟) فأجابه الطالب :-(الغنم يا شيخنا) فقال الشيخ العالم :- هذه هي البركة.. حيّا الله شيخنا وخالنا البروفيسور الشيخ أحمد علي الإمام راوي الحكاية أعلاه.. فالكلاب تنبح والجمل ماشي.. إذن لن تؤثر الكلاب في مسيرة القافلة.. وهي فوق ذلك منزوعة البركة.. وهذا هو المفروض