الشرطة السودانية هي محل تقديرنا وإعجابنا في مناسبات كثيرة.. نسعد للنجاحات التي تحققها ونكتب عنها بكل الزهو والفخار، مؤازرين ومثمنين جهودها العظيمة التي تبذلها إداراتها المختلفة.. وعلى وجه الخصوص إدارة أمن المجتمع المنوط بها الكثير من الأدوار الكبيرة.. هذه الإدارة التي تواجه حرباً خفية من بعض الجهات التي لا تريد للمجتمع أمناً وانضباطاً وصورةً حضارية عنوانها الاحتشام والالتزام.. وهذه الإدارة على وجه التحديد تجد منا كل الاهتمام والدعم والمؤازرة، ونرى أنفسنا من جنودها البواسل. لنا علاقات طيبة مع أهل الشرطة والكثير من قادتها نعتز بها كثيراً.. ولم تقدنا هذه العلاقة لنكتب عنهم مجاملة ولم تمنعنا أن نقول ملاحظاتنا ونوجه انتقادنا لهم كلما رأينا ذلك.. وفي كل الأحوال كانوا يتصلون بنا إما شاكرين وإما موضحين.. نقول ذلك كمقدمة لحكاية طويلة سنحكيها بإذن الله في حينها بعد أن يقول القضاء كلمته.. لأنها هي الآن قضية وامتثالنا واحترامنا للقانون يمنعنا من أن نخوض في القضايا قيد التحري.. ولكننا نتمنى صادقين أن تستعين كل أقسام شرطة أمن المجتمع بالمشايخ أصحاب المعرفة والدراية والعلم في العلاج بالرقية الشرعية والحجامة.. حتى يبينوا لهم قبل فتح البلاغات إذا كانت الممارسة صحيحة أو هي دجل وشعوذة.. وبالأخص في ما يتعلق بالحجامة هذه السنة النبوية الشريفة.. والتي نحمد الله كثيراً أنها بدأت في الانتشار وأصبحت لها مراكز معروفة.. وفي دول أخرى عيادات طبية تسمى بالطب البديل.. لأن ليس كل من يمارس العلاج بالحجامة والرقية الشرعية هو صاحب علم ومعرفة.. وليس كل من يمارسهما هو دجال ومشعوذ.. وما أكثر الدجالين وما أقل العارفين. نحن لا نريد أن يحيق الظلم بأصحاب العلم والمعرفة ممن يحيون سنة خير البشر عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم.. ولا نريد أن يتجه الناس من جديد للزار وما هو على شاكلته من فعل الشياطين.. ولا نريد أن يتفسح الدجالون في الشوارع العامة وأزقة الأسواق يبيعون للناس الوهم ويحتالون عليهم بمباركة منا ومن الشياطين. موضوع الرقية الشرعية والحجامة موضوع مهم يجب أن تتعامل معه الدولة وجهاتها المعنية بكل الاهتمام وبكل التنظيم والمعرفة.. حتى لا يصبح صندوق الحجامة معروضات اتهام.. وحيازته جريمة.. وحتى لا ينفض الناس من هذه السنة النبوية الشريفة.. ونعود للحكاية بمشيئة الله إن كان في العمر بقية.