من الأشياء التى تشغل بالى و تقودنى لتفكير عميق فيما يدور داخل عقل السيد الصادق المهدى هذه الأيام فيدعوه للترشح لرئاسة الجمهورية و يدعوه لدعوة المرشحين الآخرين بمنزله للتفاكر بشأن الإنتخابات و يدعوه لإطلاق تصريحات كثيفة تحذر من كارثة إن لم تكن الإنتخابات نزيهة و يدعوه ليتوعد الإنقاذ بالهزيمة و يدعوه ليقول كلاما و يتخذ مواقف عديدة و ينشط و يحلم حتى لو كانت أحلام زلوط و يتهيأ لحكم البلاد قبل أن تنعقد الإنتخابات ، كلما ينتجه السيد الصادق هذه الأيام يدعوننى للتفكير فيما يدور داخل عقله لأتعرّف على طريقة تفكيره و أتعرّف عليه جيدا ، كما قال ذلك الفيلسوف لرجل تكلم لكى أراك ، فكلام و مواقف الصادق المهدى هى التى تقودك طوعا لتعرّفك به حتى و إن لم تكن فيلسوفا .. مجرد شخص عادى جدا مثل شخصى الضعيف . لا أنكرأننى لكى أتعرف على ما يدور داخل عقله أتتبع تصريحات الرجل منذ أن قال أن الإنقاذ لن تصمد أكثر من ستة أشهر و منذ أن قال أحلام زلوط و ها هو يتمتع بنعمة البترول و الغاز ، و طفق يرسل من فترة لأخرى تأكيدات بأن البلاد على شفا الهاوية و ها هى السنوات تمر و البلاد محفوظة و عصية على المؤامرات بكافة أشكالها و لله الحمد ، و كذلك ظل الرجل مترددا ما أن يقطع مسافة إلا و يعود الى نقطة البداية ، و أضحى يصالح ثم يرتد مخاصما ، لا يستقر على حال من الأحوال سمته قلق سياسى واضح و فاضح ، وهذا يجعلنى أوقن أن الرجل لا يحسن المعارضة مثلما أنه لم يحسن الحكم و قد إستنفد حظوظه فى فترتين لم يحصد فيهما نجاحا .. هذا هو الصادق فماذا يدور داخل عقله ..؟ القلق السياسى الذى يبدو واضحا على السيد الصادق ربما وراءه مسببات تسكن عقل الرجل اولاها الزمن الذى بدأ ينفد ، و كلما يمر عام يتصاعد الضغط السياسى عليه مثلما يحدث فى مباريات كرة القدم للفريق المهزوم و هو يلعب الدقايق الأخيرة ، و لذلك فإن الرجل يرى فى هذه الجولة من الإنتخابات فرصته الأخيرة و لذلك يخوضها تحت ضغط كبير و هذا يجعلنى أتوقع منه أى شيء .. أن يقول أى شيء .. أن يفعل أى شيء.. أتوقع خروجه على النص .. خروجه على أى شيء فى سبيل بلوغه مراده .. و قد كنت أتوقع ترشحه قبل أن يترشح و لن يتنازل لأحد من أحزاب المعارضة اذا إجتمعت على مرشح واحد و السبب ليس لأنه يملك الأغلبية من بين أحزاب المعارضة و إنما الزمن الذى يحاصره و هو يقترب من الخامسة بعد السبعين بالميلادى و ليس بالهجرى ، لاسيما و أن الجولة القادمة ستجعله يقترب من الثانية بعد الثمانين...