ترجيح كفة البشير للفوز بالرئاسة في الانتخابات المقبلة تعضده عدة معطيات نعرفها وتعرفها المعارضة، التي تتزايد مخاوفها كلما اقتربت الانتخابات، ويختلط عليها ضرب الأخماس في الأسداس.. فالبشير الذي أعلن أمس الأول في لقاء حاشد باستاد الهلال تدشين حملته الإعلامية، يدخل الانتخابات بنفس هادئ ولياقة عالية، وذهن مرتب، وهذه مهمة لها انعكاساتها على خطابات المرشح الجماهيري، لهذا جاء خطاب تدشينه هادئاً عميقاً، كثير المدلولات والرسائل الموضوعية، نائياً فيه عن الإساءة وتجريح منافسيه، على عكس ما نتوقعه من الآخرين الذين ينافسونه والذين لا يعرف الشعب لهم إنجازاً، مما يجعلهم يأتون لحملاتهم مقطوعي الأنفاس غير قادرين على الاستناد على شيء بخلاف مهاجمة الوطني، الذي يعرفه الناس ولا يحتاجون أن يحدثهم عنه مرشح.. كما أن البشير يبدأ حملته وهو مسنود مالياً من أنصار حزب لا يراهنون على غيره، ولا يختلفون حوله، بينما تدخل الأحزاب الأخرى بخلافات وظروف ومشكلات مالية بالغة التعقيد، تضطرها لطرق أبواب الخارج لمنازلة الوطني... مما يؤثر على خطابها الذي سيغلب عليه إملاء الداعمين لها، إضافة إلى أن البشير يدخل المعركة وهو رافع لشعار أن الكرسي جمرة من نار لمن يختاره لأغراض غير ممارسة عبادة الله، حتى لا يكون يوم القيامة خزياً وندامة.. والكل يعرف أن البشير ظل طوال عهده السابق عفيفاً في يده ولسانه، ولا يستطيع أحد أن يقدح في نزاهته، علاوة على أنه يملك برنامجاً يطرحه مسنوداً بتجارب سابقة، تؤكد أن أقواله تتحول إلى أفعال على عكس الأقوال الأخرى التي ستطرح ولا يستند فيها المواطن على أفعال تجعله يراهن على غير البشير، وبالتالي فإن فرص البشير تصبح هي الأكبر، مما يدخل حسابات الأحزاب في ربكة قد تجعلها تتحالف ضده بالنزول بمرشح واحد، لا كما قال د. الترابي: إن الأفضل منافسته بعدة مرشحين لتشتيت الأصوات، ومعلوم أن هذه المخاوف سواء بالنزول بمرشحين متعددين أو بمرشح واحد كلها تؤكد يقين المعارضة من ثقل البشير الجماهيري، وعدم إمكانية هزيمته الشئ الذي يجعلنا نقول مبروك للبشير.. فالمعركة صارت محسومة وتبقى المعارك الأخرى بحاجة إلى الترتيب.