سباق الانتخابات الذي بدأ يدخل مراحله الحاسمة وسط حراك كبير لمعظم القوى السياسية في سعيها للحصول على أصوات الناخبين من خلال الحملات الانتخابية التي بدأت وفق الجدول المعد سلفا من قبل المفوضية القومية للانتخابات، حيث دشنت معظم الاحزاب حملاتها الانتخابية وفي مناطق مختلفة من السودان. ودخل الحزب الوطني الاتحادي لهذه العملية من خلال بوابة بري الدرايسة حيث تم تدشين حملة مرشح الحزب للبرلمان القومي وائل عمر عابدين من الدائرة (82) الخرطوم شرق وكذلك تقديم البرنامج الانتخابي الذي يدخل به مرشح الحزب البروفيسور محمد يعقوب شداد لمنصب والي الخرطوم. وبرنامج القائمة الحزبية والقائمة النسوية وسط حشد من مناصري الحزب ومواطني الدائرة تخللته برامج ثقافية غنائية وخطابات جماهيرية من قبل المرشحين حضره ازرق طيبة، وعدد من مريديه وما بين العبارتين اللتين ..... المنصة (خلاص كفاكم، أيوه بنقدر..) دار محور الحديث في تدشين الحملة عبر الكلمات التي تم استقاؤها من البرنامج الانتخابي للحزب والذي انحصر ما بين الوعد في تحسين احوال الجماهير على كافة المستويات، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومحاربة الفساد والمحسوبية وما بين عبارات الوعيد التي اطلقها الحزب في مواجهة المؤتمر الوطني الذي اعتبروه سببا في كل الازمات وتعهدوا بهزيمته من خلال الانتخابات بالرغم من استخدامه لكل الاساليب الفاسدة وتسخيره لمؤسسات الدولة في حملته الانتخابية ومحاولة استغلال المساجد والجماعات الدينية في التبشير بخياره وجعله خيارا ايمانيا في مقابل خيارات الكفر التي يطرحها الآخرون في سلوك يناقض الايمان بالمبادئ الديمقراطية ،لكنه غير مستغرب من قبل منسوبي المؤتمر الوطني الذين عرفوا بمثل هذه السلوكيات والتي وصفوها بأنها تمثل الوقود الذي يدفعهم لتحقيق التغيير المنشود وانجاز تطلعات الشعب. وعلى نفس الوتيرة التي انطلقت منها حملات التدشين الاخرى والتي ارتبطت بالجوانب التاريخية مثل منزل علي عبد اللطيف الذي انطلق منه عرمان والزبير ود رحمة الذي انطلقت منه د.فاطمة عبد المحمود، كان البعد التاريخي موجوداً في مسألة اختيار المكان الذي لاحت عبره صورة عبيد حاج الامين وثورة اللواء الابيض والثبات على المواقف في صورة الشريف حسين الهندي، الرمز الاتحادي المعروف وحامل لواءالمقاومة في العهد المايوي بالرغم من تساقط الكثيرين في تلك الحقبة، الامر الذي كان حاضرا في خطابات المتحدثين وفي خطاب المرشح وائل عمر عابدين المحامي المولود في المنطقة ذاتها في العام 6791م، وتلقى تعليمه الأولى فيها ثم انتقل لجامعة الخرطوم كلية القانون وحصل على بكالريوس القانون بمرتبة الشرف مما منحه فرصة لاكمال الماجستير في العام 5002م ونال ماجستير القانون الدولي من جامعة مانشستر وتم اختياره من ضمن 11 محاميا افريقيا لتمثيل القارة في برنامج (محامون دوليون من أجل القارة الافريقية) .عمل محاضراً متعاوناً بكلية القانون جامعة جوبا ويشغل حاليا وظيفة مدير المكتب السوداني للقانون التجاري بجانب نشاطه في اتحاد المحامين السودانيين، الاتحاد الدولي للمحامين عضوية بالانتساب لاتحاد الصحفيين السودانيين وله تجربة اعلامية من خلال صحيفة سودان تو داي الالكترونية، وعضويته في اتحاد المكفوفين السودانيين ومستشارية المجلس الثقافي البريطاني لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. وتؤكد السيرة الذاتية التي تم عرضها من خلال البروجكتور تجربة ترشيح وائل عمر في تلك الدائرة تمثل تجربة مختلفة وذلك من خلال دخول ذوي الاحتياجات الخاصة لمعترك السياسة الامر الذي يرفضه هو حيث ان النظرة يجب ان تكون قائمة على أساس الكفاءة والقدرة على تقديم الخدمة وليست على أسس اخرى وهو ما عبر عنه من خلال حديثه للجماهير الذي بدأه باسم الله والوطن وهاتيك الرقاب تستل سيف الشعب لتبدي الحساب، مضيفا ان السيف تغير في شكله القديم وها نحن ندخل المعركة بسيوف جديدة اساسها المعرفة والارادة والقدرة على التعبير عن حاجات الشعب الاساسية والعمل على تأمين مجانية التعليم والصحة ودعم السلع الاساسية والعمل من خلال الحوار على بناء مشروع نهضوي تنويري وتبني مشاريع علاقات خارجية قائمة على تبادل المصالح والعمل على قيام السودان بدور ايجابي في تعزيز وترسيخ التوازن في توزيع ثروات العالم. ولم ينسَ ان يحيي وائل كل الذين جاءوا مشاركين في تدشين حملته الانتخابية ودعمه للوصول للبرلمان خاصا بالتحية اهالي البراري عامة وبوجه خاص صديق العمدة المرشح معه في نفس الدائرة ممثلا للحزب الاتحادي المسجل وتمنى لو انه امتلك ارقام كل المنافسين لدعوتهم لحملته ومشاركتهم حملاتهم الانتخابية وإدارة حوارات ومناظرات فيما بينهم وأكد انه لن يعد مواطني الدائرة ببناء الطرق والجسور باعتبارها مسؤولية مرشحي الدوائر الولائية وليست من اختصاص الدوائر القومية ولكنه سيعمل على بناء جسور الثقة ما بين كافة المواطنين والعمل على ضرورة تحقيق الوحدة الجاذبة واعلاء قيمة المواطنة القائمة على أسس المساواة واحترام حقوق الانسان والعمل على ضمان تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، وسن التشريعات التي تكفل الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية ودعم كل مؤسسات المجتمع المدني والتأكيد على جماهيرية وديمقراطية الثقافة والعمل على سياسات فعالة للتشغيل وتوفير فرص العمل من اجل القضاء على ظاهرة العطالة. وستظل شريحة الشباب هي اهم الشرائح لان من يدير ظهره للشباب يدير ظهره عن المستقبل، واعادة تأهيل الخدمة المدنية والتأكيد على استقلاليتها والتأكيد على قومية القوات النظامية ببناء نظام متكامل للضمان الاجتماعي. اعتماد رسالة اعلامية تحمل في طياتها التأكيد على تعدد السودان اثنيا وعرقيا وثقافيا وتقر مسألة التعايش السلمي مابين المكونات المختلفة. من ناحية أخرى تطرق وائل لمسألة عدم الحيدة والنزاهة التي يتعامل بها المؤتمر الوطني مع الانتخابات وسعيه لوضع العراقيل أمام المرشحين الآخرين مشيرا الا انهم قاموا بتمزيق اوراق الدعاية الانتخابية التي تخصه ولم يكتفوا باستغلالهم لكافة اجهزة الدولة في دعم حملتهم وامتلاكهم للاماكن الرئيسية الا ان هذا الامر سيزيد من اصرارهم على خوض العملية الانتخابية تدفعهم ارادة الجماهير ورغبتها في التحول نحو واقع أفضل يوفره برنامج الوطني الاتحادي ويسنده الارث التاريخي والنضالي لمنسوبيه من لدن الازهري حتى الهندي وتستمر المسيرة، مؤكداً قدرته على الظفر بالمقعد البرلماني مع منافسيه الآخرين من خلال صراع البرامج وينافس وائل في هذه الدائرة مجموعة من المرشحين مثل نعمات كوكو والصحفي المعروف محجوب عروة. من ناحية أخرى تم عرض البرنامج الانتخابي لمرشح الحزب لمنصب والي الخرطوم البروفيسور محمد يعقوب شداد المولود في حي الركابية بمدينة بارا والحاصل على الدكتوراة في الهندسة من جامعة مانشيستر وينطلق شداد من ارث كبير في العمل العام او العمل السياسي داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي، ومن خلال عمله داخل تجمع الاساتذة بجامعة الخرطوم وتدور خطوط البرامج العامة في الدعوة للشفافية والتنمية المستدامة والعدالة والثقافة والجمال ولم يخرج عن وصف سياسات الانقاذ التي كانت سببا في ان يعش السودانيون حياة تعيسة ومتردية ومملة بسبب تبني السياسات الخاطئة لذا ينبغي ان تكون لنا في الغد المأمول افكار وسياسات جديدة ومغايرة تماما لنودع العصر الذي سادت فيه عبادة القوة الطاغية وانه لنضال آخر يحتاج لآليات ووسائل جديدة تقود الاغلبية الساحقة من جماهير شعبنا نحو ساحات السلام والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتحافظ على تماسك الكيان الاجتماعي وبقاء هذا الوطن متحداً وذلك من خلال بوابة الخرطوم التي تمثل جماع كل هذا التعدد ونقطة القومية التي يجب الانطلاق من خلالها واعدا في برنامجه تحقيق تحول في مسألة المواطنة نفسها التي لن تكون خاضعة للترتيب اول وثاني وثالث بفضل السياسات السابقة والتي كانت تقوم على المحسوبية والقبلية والجهوية من خلال السياسات الاقصائية ،موضحاً ان برنامجه سيقوم مستهديا بالقيم الاتحادية التي تركها الزعيم الازهري، القائمة على احترام كل الثقافات والمعتقدات والتقاليد لكل السودانيين دون تمييز، والعمل على نشر قيم الديمقراطية والحرية وتفكيك الشمولية والغاء القوانين المقيدة للحريات ومحاربة الفساد واعداً بان الخرطوم في عهده لن يعتقل بها مواطن الا بالقانون ولن يذهب منها جنيه الا نحو مشاريع التنمية والاعمار. والسعي لبناء العدالة الاجتماعية من خلال التركيز على الجوانب المعيشية للمواطن وتوفير مياه الشرب والكهرباء ودعم مشاريع الصحة والتعليم وسيكون الاهتمام بالاحياء الطرفية. والاهتمام بالقطاع الهندسي والبنى التحتية وتبني سياسات اجتماعية تتعلق بالمشردين والاطفال والعمل على تقليل الفقر والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير فرص عمل لشريحة العطالى وتوفيق اوضاع المحالين للصالح العام. ودعم البرامج الاسرية وتسهيل الزواج وصياغة خريطة هيكلية جديدة بعد فشل الخرط السابقة. تلك هي دعوة الحزب الوطني الاتحادي ومحاولته للاصلاح من خلال برنامجه الانتخابي الذي يستهدف به كل الشرائح الاجتماعية من اجل الوصول للسلطة الا ان الامر تعترضه مجموعة من المعوقات التي ترتبط بالعملية الانتخابية وتوفر وسائل الشفافية فهل تنجح نظرية الوعد بالخدمات للمواطنين والوعيد للمؤتمر الوطني بالتفكيك في حمل مرشحيه نحو مقاعد البرلمان ومناصب التنفيذ.