الذين يعرفون قيمة الحياة السياسية وبناء الديمقراطية يعرفون قيمة هذه الخطوة وحدة حزب الأمة القومي أكثر من غيرهم، بإعتبار أن الأحزاب الكبرى هي مواعين الديمقراطية الشرعية، ولا تكون لنا، بل لن تكون لنا حياة سياسية ديمقراطية صحيحة وقوية دونما أحزاب قوية تقود المرحلة. وما تم في حزب الأمة القومي أتمنى أن يتم في إطار الاتحادي الأصل والمسجل والمرجعيات وغيرها من العناوين التي تنم عن فكر واحد بل عن اتجاه عقدي وسياسي وأحد، بل أتمنى أن يتم في إطار الحركات الإسلامية وتتوحد جميعاً تحت إهاب واحد كما توحدت تحت راية «لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله». وفي هذا المقام.. ففي اعتقادي أن المنهج الذي طرحه الإمام الصادق لتوحيد حزب الأمة وكيان الأنصار يلقى الترحيب الواسع في كافة ألوان الطيف السياسي الأموي وغير الأموي والأنصار على وجه التحديد.. إلا الذين يلهيهم الكسب الحزبي الرخيص والعاجل عن مصالح الوطن العليا الذين يحلمون بحزبين كبيرين على الأقل كما هو الحال في بلاد الديمقراطيات التي نحلم منذ سنوات بالسير على منوالها التعددي في رسم مسارنا الشوري لانتقال السلطة سلمياً بين القوى السياسية في السودان.. لقد شهد السودان استقلاله ومعركة حريته وتقرير مصيره وفي طليعته حزبان كبيران عملاقان حزب الأمة بزعامة الإمام عبد الرحمن المهدي- وهي الراية التي يحملها الصادق الآن- والحزب الوطني الاتحادي بزعامة ابن السودان البارالزعيم إسماعيل الأزهري والتي يحملها الآن أكثر من مرجعية.. ومن أهمها مرجعية خليفته العبقري الموهوب الشريف حسين الهندي، والراية الأصل والتي تنداح دوحتها إلى دوحة الأب الروحي الخالد للسودان مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني راعي الحركة الاتحادية أيام الكفاح المشترك وإبان معركتي الاتحاد والاستقلال. لقد آن الأوان ونحن نقبل على انتخابات جادة وشريفة أن تتوحد القوى الكبرى الثلاث حزب الأمة القومي وقد بدأ في مسيرة التوحيد.. والحزب الاتحادي الديمقراطي والكرت في ملعب«أبو هاشم» والحركة الإسلامية وفي اعتقادي إنها موحدة الآن أكثر من غيرها عبر عضويتها وعبر المؤتمر الوطني.. ولا بأس أن يدخل في إهابها من يقاسمونها فكرها وتاريخها «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».