أبريل القادم بالسودان سيكون ابريلاً مختلفاً عما مضى، وسيأتي بجديد وهو الانتخابات وعلو درجات التنافس من أجل الوصول للحكم، وهو تنافس سيتخذ اشكالاً مختلفة ومتجددة ما بين الاحزاب السياسية ومنسوبيها وما بين المستقلين وبرموزهم المختلفة، وكل يسعى لخطبة الحسناء بمهرها، وهو اصوات الناخبين. إلا أن الانتخابات ستشهد صراعاً آخر يضاف لصراع البرامج والشخوص يمكن أن نطلق عليه صراع الإعلام والرايات من أجل الفوز بالانتخابات. ويبدو هذا النزاع واضحاً للعيان من خلال نظرة أولية في تقديم الشخوص أنفسهم والراية التي ارتفعت، فهنالك أكثر من راية سترتفع في الايام القادمة، فبالاضافة لعلم الدولة الاساسي بألوانه الاربعة سيكون هنالك علم آخر تتوسطه نجمة هو علم الحركة الشعبية، وعلم بحربته هو علم حزب الأمة، وعلم ثالث يعتبره الاتحاديون هو العلم المعبر عن الوطن باعتباره أول راية ارتفعت في سماء السودان. وهذا ما يوحي بأن حالة من الشد والجذب تشهدها العملية القادمة، خصوصاً في ظل ارتفاع هذه الرايات على خلفية السيارات وفوق ساريات دور الاحزاب ومنازل الانصار، فالمؤتمر الوطني اصطف انصاره خلف الراية الرئيسية للدولة ومعهم كثير من القوى التي لا اعلام لها، واصطفت قوى السودان الجديد داخل النجمة، ورفع الانصار الحربة المرسومة داخل علمهم ومعها الهلال، بينما اختارت قوى وطوائف الاتحاديين علم الاستقلال، وكل يراهن على ألوان رايته باعتبارها هي التي ترتفع على انقاض أحلام رايات الآخرين واعلامهم، فلمن تكون الغلبة في هذا الصراع الذي ارتفعت راياته في عنان سماء الانتخابات الملبد بالغيوم الذي ينتظر الإجابة من خلال صناديق الاقتراع واصوات الناخبين في نزاع الاعلام والاحلام، فهل ترتفع راية الدولة الاساسية مع مرشحي الوطني، أم أن نجمة الحركة ستصعد لعنان السماء وترتفع برايته لتهبط بهم داخل ردهات القصر الجمهوري، أم أن حربة الأنصار ستغرز في قلوب كل المنافسين وتقضي عليهم بالضربة القاضية الانتخابية، أم نشهد عودة أخرى لراية اسماعيل المرتفعة بأيادٍ أخرى هي أيادي منسوبي الاتحادي الديمقراطي بمختلف طوائفه؟ أم ان نزاع الاعلام لتحقيق الاحلام سينتهي نهاية سعيدة تحقق احلام الجميع في وطن شاسع وواسع ترتفع راياته حاملة في داخلها الوحدة والحرية والديمقراطية والانتماء الحقيقي، تحت شعار الوطن يعلو ولا يُعلى عليه.