وصلتنا هذه الرسالة من الأخ منذر محجوب حاج سعيد معقباً على ما أوردناه في زاوية سابقة حول مشاركة الفنان محمد وردي في تدشين حملة مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان.. ومن باب الرأي والرأي الآخر ننشر الرسالة كما جاءت.. وقبل ذلك نذكر أننا لم نحجر على وردي آراءه السياسة ولم نغمطه حقه في اختيار اللون السياسي الذي يحب.. ولكن كانت وجهة نظرنا ألا يستغل وردي المواطن.. وردي الفنان ليصبح بوقاً لحزب بعينه.. عموماً لا نعيد كل ما ذكرناه وندلف مباشرة لرسالة الأخ منذر وقبل ذلك له منا كل الشكر والتقدير.. تقول الرسالة: الأخ الأستاذ معاوية.. نعم الفنان وردي فنان وطني من الطراز الأول ورغم أنني أختلف معه أيدلوجياً لكن دائماً تجدني مشدوداً الى أفكاره الوطنية التي تنضح حباً وعشقاً للوطن.. ومن حكمة الله أن يحمل خارطة السودان في جبينه.. ألا توافقني أن وجود مثل الفنان وردي بكل ثقله مع الحركة الشعبية يعتبر صمام أمان لوحدة السودان بأكمله.. إن أغاني وردي الوطنية ومثيلاتها من أغاني جيل الرواد من الفنانين، والذين للأسف لا نسمع أغانيهم الوطنية المغيّبة من أجهزة إعلامنا ويحرمون جيلاً بأكمله أن يستمع، بل لا يعرف أغنية وطنية كأغنية الشاعر مرسي صالح، والتي تحمل في ثناياها بذور الحس الوطني وحب الوطن (يقظة شعب)، (نحن في الشدة بأسٌ يتجلى.. وعلى الود نضم الشمل أهلا ليس في شرعتنا عبد ومولى- حين خط المجد في الأرض دروبا.. عزم ترهاقا وإيمان العروبة-عرباً نحن حملناها ونوبة).. لماذا لا تصبح هذه الأغنية الخالدة شعاراً صباحياً ومسائياً.. إن الفنان العملاق وردي عندما حضر لقاءً مع السيد رئيس الجمهورية مع أهل الفن والسياسة للوقوف ضد قرارات المحكمة الجنائية الجائرة، الكل أدلى بدلوه مدافعاً ومنافحاً، إلا أن دلو العملاق الوطني الغيور الأستاذ وردي، جاء مليئاً بالقطوف الدانية عندما أوجز بما فيه الكفاية حين قال (حن في الشدة بأس يتجلى وعلى الود نضم الشمل أهلا)، فقد بذّ وردي الكبار و(القدرو) بمثل هذا الإستشهاد الرائع، وذلك يؤكد أن وردي ليس فناناً لحزب بعينه بقدر ما يعنيه هم الوطن الكبير.. ولا أوافقك أن الانتماء لحزب يقدح في وطنية صاحبه.. ولماذا تحل لفنانين تغنوا في احتفائية حزب المؤتمر الوطني في بداية تدشين حملته الانتخابية وتحرمه على آخرين؟ إن مواعين الوطنية والمواطنة أكبر بكثير من أن نختزلها في مثل هذه الأشياء.. فلا تضيقوا واسعاً يرحمكم الله.