غداً السبت بحول الله يستضيف سيد الأيتام بعرينه فريق الهلال الذي لن يجد نفسه غريباً باستاد ودمدني... بعد أن إختلت موازين التشجيع مؤخراً وهاجم جمهور المدينة المدرجات.. وهو الذي كان أيام زمان شرساً في تجشيعه لأندية مدني.. عندما كان (يهز ويرز) فتهتز معه المدرجات ويغلي الملعب ناراً حامية تسيح قلوب خصومهم هلعاً ورعباً.. أما الآن فقد بات مالوفاً رؤية الإعلام الزرقاء والحمراء وهي تغطي سماء الاستاد ومدرجاته عند زيارة الهلال والمريخ. نعود لمباراة الغد التي ستجري ضمن مباريات الاسبوع الثالث للممتاز ونقول بأن الأهلي لم يتذوق طعم الفوز على الهلال منذ أكثر من عشر سنوات مضت.. وتحديداً آخر فوز حققه سيد الأتيام على الهلال جاء برأسية اللاعب حسن السيد الشهيره في نهاية التسعينيات أن لم تخني الذاكرة. إلا أن لقاءات الفريقان ظلت دائماً وابداً تجري على سطح صفيح ساخن وتصاحبها في معظم الأحوال ضجة وأحداث تظل عالقة بالإذهان ولا تسقطها الذاكرة رغم مرور الأيام والسنين.. والشاهد على ذلك أن الناس ما زالوا يتذكرون حتى يومنا هذا.. مباراة البمبان الشهيرة التي جرت باستاد الخرطوم في مطلع الثمانينيات وتقدم فيها الأهلي على الهلال بهدف المرحوم صلاح الأمين الذي أطلق عليه بعد تلك المباراة لقب صلاح بمبان.. ولم تكتمل المباراة بسبب شغب الجمهور مما استدعى قوات الأمن لاطلاق البمبان بيد أن الاتحاد العام بقيادة شداد اجتمع في اليوم التالي وأصدر أغرب قرار كان بمثابة أضحوكة للناس وهو اعتبار الأهلي فائزاً بنتيجة المباراة بسبب شغب جمهور الهلال.. إلا أنه عاد في نفس الوقت وأتنزع الفوز من الأهلي ومنحه للهلال لعدم قانونية مشاركة لاعب الأهلي فتح الرحمن.. تصوروا؟!. وحتى في تاريخنا القريب فان آخر مباراة جمعت بين الهلال والأهلي في الدورة الثانية للممتاز في الموسم السابق.. فقد صحبتها أيضاً ضجة وأحداث مثيرة لازال الإعلام يتداولها حتى الآن.. وابرزها ضربة الجزاء الوهمية التي تفضل بها الحكم بدر الدين عبد القادر لصالح الهلال حينما لامست الكرة يد مدافع الأهلي خليل أم بدة من الخلف.. ثم ضربة جزاء ثانية لأبو الهل عندما ما ترنح النعيم الصحافة داخل منطقة الجزاء بعد أن فقد الكرة فسقط أرضاً وسقطت معه صافرة العدالة.. ولم يكتف الحكم يومها بكل تلك الهدايا والعطايا.. بل أكمل جمائله للأهلة بطرد أبرز لاعبي الأهلي عصام تبري.. فانهارت قيم العدالة وانهارت معها معنويات لاعبي الأهلي ليخسر اللقاء بعد أن كان متقدماً. تلك كانت بعض الملامح التاريخية للقاءات الفريقين.. التي ستتجدد غداً بمشئية الله باستاد ودمدني.. ونأمل أن تشهد تحكيماً عادلاً يعطي لكل ذي حق حقه.. وبعدها إذا فاز الهلال فوزاً مستحقاً فسنكون أول المهنئين والمباركين له.. أما إذا انتصر سيد الأتيام فسترتوي مدني بلاشك من كؤوس الفرح لحد الثمالة. قاهر الفهود: انتصار بطعم الشهد حققه أشاوس سيد الأتيام على الأمل العطبراوي المنتشي بفوزه الأفريقي الأخير على اتراكو.. ونكهة الفوز المؤزر جاءت مضخمة بقوة الإرادة وسلاح التصميم على قهر الأمل العنيد على أرضه ووسط جمهور المتعصب.. عاطر التحايا للاعبي الأهلي الأشاوس ولجهازهم الفني بقيادة الخبيرين سعد الطيب وعبد العال ساتي.