إن اغتصاب الأطفال هو جريمة بشعة يقشعِّر لها البدن، وهي جريمة نكراء والصمت حيالها جريمة أكبر منها، إن اغتصاب الأطفال هو كارثة حقيقية أصبحت تؤرق الآباء والأمهات، لأن المجتمع أصبح غير آمن على الأطفال الذين اعتادوا اللعب في الشارع وأمام المنازل، هل يحتاجون الأطفال إلى حارسة أمينة للوقوف أمام منازلهم؟ أم نخبئ أطفالنا في أقفاص حتى لا تصل إليهم وحوش هذا العصر؟.. هذا كله نتاج خوف من بعض شباب هذا الجيل، الذين أصبحوا وحوشاً، وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. وتجردوا من معنى الإنسانية، ماذا أصاب بعض هؤلاء الشباب ليصبحوا فيما هم عليه من إنحلال خلقي وإنحراف فكري.. هل أصاب هؤلاء الفئة خواء في العقول أم إعتلال في النفوس؟. إن جريمة اغتصاب الأطفال تحدث في كل أنحاء العالم، ولا تقتصر على شعب معين أو لون أو لغة أو مستوى علمي، أو اجتماعي، أو اقتصادي، بل أصبحت ظاهرة منتشرة، ولكنها توجد بصورة أكبر في البلدان التي فيها نزاعات وحروب، وذلك لعدم استقرار الأسر وللتشرد الذي ينتج عن الحروب. نحن هنا في السودان صارت الظاهرة عندنا منتشرة بصورة مخيفة، رغم أننا من الشعوب المحافظة على العادات والتقاليد السمحة، التي اشتهرنا بها، لأننا كنا مجتمعاً متماسكاً.. فالجار ممكن أن يكون مسؤولاً عن كل أطفال الحي، ولكن اليوم تغير الحال وأصبح المجتمع غير المجتمع المثالي، الذي ينوم فيه الفرد قرير العين وهو مطمئن على أبنائه، وأصبح أغتصاب الأطفال من الأشياء التي نسمع بها يومياً في مجتمعنا، وأصبح الأطفال هم الضحايا لهذا الزمان، وهم من يدفع ثمن دعارة وإنحراف هذا الزمن، حتى أصبح الطفل الذي يقع ضحية هذا الاعتداء فريسة أمرين، إما الموت بعد الاغتصاب، أو أن يجلس حبيس مرض نفسي يصيبه نتيجة هذا الاغتصاب. إن اغتصاب الأطفال ناقوس خطر يدق على انهيار الحضارة.. لذا لابد من انزال أقصى العقوبات على الجناة الذين يتعرضون للأطفال الأبرياء، فإن كل الشرائع الدولية والأديان تناهض وترفض هذا النهج غير الأخلاقي.