أدهشتني جداً التصريحات النارية التي أطلقها حاج ماجد سوار القيادي بالمؤتمر الوطني، والتي هاجم فيها والي شمال كردفان والقيادي بالمؤتمر الوطني أبوكلابيش.. كما أدهشني صمت القيادة السياسة العليا للوطني دون التدخل لاحتواء الصراع الذي جاء في وقته ومسرحه غير المناسبين، والذي من تداعياته عقد أبو كلابيش (اليوم) مؤتمراً صحفياً يتوقع أن يعلن فيه إطلاق نيرانه أيضاً على حاج ماجد.. ويحدث كل هذا في مرحلة الوطني أحوج فيها للتماسك، وعدم فقدان أي عضو، وإن كان من المؤلفة قلوبهم، فالانتخابات على الأبواب والأحزاب المعارضة تبني كل آمالها على قيام مثل هذه الصراعات، في أية منطقة لتحقق من خلالها أي مكاسب ممكنة لصالحها، وحاج ماجد يدري وهو القيادي الذي تربى في التنظيم السياسي، أن المحاسبة لأي عضو لا تكون بالمطالبة بها من خلال الصحف، وإنما مكانها أجهزة الحزب، كما لا يفوت عليه أن المؤلفة قلوبهم بحاجة للتعامل معهم بالحكمة، حتى لا يخرجوا عن الحزب في وقت غير مناسب، وبالتالي يؤثرون في ظل تنامي القبلية وتأثيراتها على من معهم، وقد رأينا مسارعة أحد نظار قبيلته الكبار يلمِّح إلى أن إخراج أبو كلابيش يعني خروج عدد كبير من قبيلتهم من الوطني، فلا أدري كيف يحدث هذا والإسلاميون معروف عنهم الذكاء في التعامل مع البيضة والحجر، بجانب معرفتهم بإدارة المعارك في الوقت المناسب، الشئ الذي يجعلنا نندهش لما يجري دون أن نرى تدخلاً من القيادة السياسية العليا بالحزب لاحتوائه داخل الأجهزة الحزبية، ومنعه من أن يكون المادة المثيرة على صفحات الصحف.. عموماً أن ما يجري لن يكون في صالح حاج ماجد أو أبوكلابيش أو الحزب، ويجعلنا نندهش لحدوثه داخل حزب استطاع أن يعيد الحركة الشعبية من الغابة، بينما يترك خلافاً بين إثنين من منسوبيه، يتصاعد بهذا الشكل الذي جعله مادة للصحف، وحديثاً للمجالس، وخبراً سعيداً للمعارضة، وما نعرفه عن حاج ماجد أنه من القيادات الحكيمة، ومن الشباب الغيورين على الوطني، والحريصين على فوزه، أما ما لا نعرفه هو ما وراء عدم ضبطه لنفسه في خلافه مع أبوكلابيش، وعدم جعله داخل أجهزة الحزب، كما لا نعرف كيف جعل أبو كلابيش الخلاف يصل إلى هذه الدرجة، وهو صاحب تجارب طويلة في السياسة.. المهم أننا نربأ بالرجلين من أن يصعِّدا الخلاف إلى هذه الدرجة، ليجعلاه خلافاً على الصحف، بدلاً من الأطر التنظيمية.. كما نربأ بالوطني من أن يتعامل مثل الأحزاب الأخرى في هذا الخلاف الصغير ويتركه حتى يكبر وفي وقت غير مناسب.. فالأمر أخي د. نافع مهما كانت أسبابه يمكن معالجته داخل الحزب الذي احتوى صراعات أكبر وأكثر، جرت في الولايات مؤخراً بسبب الترشيحات.. وليت أبوكلابيش يؤجل مؤتمره الصحفي اليوم، وليت حاج ماجد يسلم ما عنده لقيادة الحزب ويصمت.. فكفى أخي حاج ماجد وكفى يا الحاج أبوكلابيش تراشقات في الصحف لن تفيد الوطن في هذا الوقت بقدر ما تخصم منه.