ليلة كالحة السواد ..خبا فيها نجم كان في قمة التوهج. ناح فيها صوت كان يحتل مساحات الهتاف لذات النجم المتوهج. خبا بريق النجوم ..حزنا على وداع نجم برق له سماء الإبداع ..فسار على سنا برقه إعجاب لا ينتهي. رحل إيداهور!! سنة الحياة تجعلنا في واقع الموت ..وفلسفته ..فكم عزيز غادرنا دون إستئذان ..ليتركنا في عراء الحزن ..نلتحف سماء الدموع ..ونفترش أرض الذكريات. ركض بكل ما أوتي من قوة ..قبل دقائق من مغادرته الدنيا ..فكان رحيله مرا ..وبكته صم الحجارة التي جلس عليها من تابع قصة موته المعلن. إنتهت لحظات الحياة به ..وهو بشعار ما عرف غيره إلا حبا ..ولم يرتده إلا بدافع الإجادة والتجويد. لم ينعه الناعي بغتة ..ولم يأت خبر رحيله المحزن في طي مسافر غدر به الحظ وجعله ناعيا في لحظات السواد الحزين. تابعته العيون ..كل العيون التي عشقته ..وأدمنت حب وجوده بينها ..تابعته من البداية ..وحتى نهاية حياته بدنيا فانية لا نعرف منها غير وداع محزون وساعات لقاء تؤطر الوشائج وتعمق الإرتباط. كان رحيله حزينا ..وساعات بكائه طويلة وشاقة ..فالعيون تزرف دموع هطالة من فوق هام الحزن المقيم. وكأنما هو قدر العيون التي عشقته أن تكون في وداعه ..وأن تبكي حزنا عليه مثلما بكت فرحا ..من سعادة خلفها ورائه في لحظات كثيرة ..فغادرنا , وطاب رحيله إلى عمق ذاكرة لا تشيخ ، ولا تنتهي إلى أن يقضى الله أمره علينا جميعا. وداعا إيداهور ..فقد كنت بيننا فارسا مغوارا ..وبطلا من أبطال الحكايا. لم يكن وجودك بيننا ..وجود سحاب بربع غادر ..لا يحتفي بهطول المطر ..بل كان وادي للوفاء ..وسهلا منبسطا للأرتباط الوشيج. وعدا علينا ..ولن ننكص عنه أبدا!! لن ننساك ..ولن نفارق محطات الوفاء إلى غيرها ..سنذكرك كلما عانقت العيون الأحمر والأصفر الذي تدثرت به حتى نهاية حياتك.. ستكون بيننا في كل اللحظات ..سعيدها ..وحيزنها ..فالواقع يقول أن الحياة ستستمر ..والذاكرة تحشتد عادة بلحظات لا تنسى ..ومن بينها لحظات فراقك المؤلم. لهف قلبي على صغيريك ..ولهفي على أسرة مكلومة ..أرسلته إلى غربة لا نهائية ولا هي لا تدري ..فكان الإنتظار على أبواب المستحيل. هو الحزن بلا شك ..ولكن إرادة الله غالبة ..غالبة. أحبتي ..ليكن رحيل النجم المحبوب إيداهور ..عظة للجميع ..وأن يكون محطة لوقفة متأنية مع النفس ..لا تصالحا ..ولكن إقرار بواقع معلوم. شاب ..فتي ..كان يركض بكل همة في أرض لا تعرف غير العطاء الجزيل والمجهود الوافر ..فتوقف نبضه ..وفاضت روحه إلى مليكها ..ويالها من عظة وعبرة. ليكن رحيل إيداهور ..عظة لنا جميعا ..لنفتح أبواب مغلقة من الإيمان بالقدر ..وأقتراب الأجل ..مهما تكاثرت الثواني واللحظات. وأخيرا ..لنفترق إيداهور ..وسنقول لك اليوم وداعا ..إلى غير رجعة ..ولكن ستكون هناك باقيا ما بقينا ..هناك في قمة الذاكرة ..لا قاعها ..بل ستكون في روحها. وداعا فارس أنجبته ارض البسالة.. فغادرها إلى حيث نهاية الحياة.