ما أقسى تلك القلوب التي طاوعها قلم جامد ..جاف ..لا نبض ولا حياة فيه ..بل يتلصص القسوة من أكواب فارغة. أين هي تلك الإنسانية ..وقادة الإتحاد العام يصدرون بيانا ..فيه نكأ للجراح ..وتعميق لأثر مأساة يبحث الجميع عن الخروج منها. ماذا جنى مجلس المريخ حتى يتناسى رئيس الإتحاد العام نبل الموقف الإنساني ..ويتحول إلى طاغية بلا قلب ..ويصيغ بيانا وجد الإستنكار حتى ممن لا علاقه له بكرة القدم. هل ذنب مجلس المريخ أنه طالب بالتحقيق لفرض العدالة ..وهل في ذلك إشاعة لظلم بائن على لاعبي الأمل عطبرة! إنها تفسيرات بلهاء ..ومبررات عرجاء ..فالمجلس المريخي عندما قال أنه سيفتح تحقيقا حول ما حدث ..لم يأت بجديد ..فعندما تحل الكوارث (الطبيعية) حتى ..يكون هناك تحقيق يطال النتائج التي خلفتها تلك الكوارث. ولماذا لا يكون التحقيق منصفا للاعبي الأمل ..وهل الإدانة وحدها هي النتيجة المرتقبة للتحقيق الذي يعتزم مجلس المريخ فتحه! كل يوم تخرج فيه الشمس على الناس ..يزيد قادة الإتحاد من الهوة المتسعة بينهم وبين القواعد ..وهذه المرة..ستختلف ..وسترون!! ولأستاذ الفلسفة ..التي هي علم من أهم العلوم (الإنسانية ) نقول ..هل الحكمة ..وحسن تقدير المواقف ..وضبط النفس يعني إخراج بيان جارح مثل الذي خرج إلى الناس ..والجميع في حالة حزن عم القرى والحضر ..ولم يغش ضمائر ماتت من زمان!! وبيانكم الهزيل هذا أشبه ..بالحديث في مأتم عن سوء منزل المبكي عليه!! هناك أشياء لا تشترى ..ولكنها تكون جزء من اصل راسخ ..من بينها المشاعر الإنسانية ..وتقدير المواقف!! ولكن سيرى القاسية قلوبهم القسوة على حقيقتها!! وداعا فارسنا النبيل هي المرة الأخيرة التي يغادرنا فيها الراحل إيداهور إلى بلاده. وهذه المرة سفر بلا عودة. لن ننتظره على حواف الصبر ..نتجرع كؤوس اللهفة لعودته ..بل أن كأسا مرا من حزن ولوعة نشربه على شرفات الوداع. وداعا أيها الفارس النبيل ..ولن تغادرنا ما دمت قد زرعت في دواخلنا فرحا ..وطفت بنا في نشوة المحبين بدنيا الإنتصارات. وداعا إيداهور ..ولن نمل تكرار (لن ننساك) النظرة الأخيرة أختارت مدام ساندرا ..أرملة الراحل إيداهور أن تبقى هنا بين محبي فقيدها وفقيد الجميع يوما آخرا ..لعلها تسترجع فيها أنفاساً فقدتها إلى غير رجعة. واليوم يغادرنا طائر (الوفاء) إلى أرض أنجبت نجما لن ينتهي الحديث عنه ما بقينا في هذه الدنيا. جموع الرياضة ..بل أطيافهم سيكونون اليوم على موعد مع آخر لقاء بنجم فرض على الجميع أحترامه ..حيا وميتا باحة إلأستاد التي كانت تشهد إنطلاقاته القوية ..وتهديفاته المثيرة ..ستكون هي أيضا أرض وداعه الحزين وإلى غير رجعة. بكته كل العيون ..وستودعه اليوم دموع سفحناها على جدران الوفاء ..وهو قليل من كثير قدمه الراحل إيداهور. وما أجمل حالة الإلتفاف التي شهدناها ..فأي شئ غير الحزن الكبير يمكن أن يؤلف القلوب. فإن كان للفرح حالات خاصة ..فإن الحزن حالة شمول تجمع الكل ..شرقا وغربا ..جنوبا وشمالا .. فما أقسى أن تفقد شخصا كان ملء السمع والبصر ..حتى وإن لم تشأ الأيام أن يكون لك معه موده ..ولكنه ترك أثرا عند الجميع.