قال أدور لينو مرشح الحركة الشعبية لمنصب والي الخرطوم في تصريحات صحفية(إنه بعد خمسين يوماً سيصبح والياً للخرطوم)، الشئ الذي دفع المهندس الطيب مصطفى للقول في عموده المقروء بالزميلة الانتباهة (زفرات حرى)، أن سكان الخرطوم لو أخذوا حديث لينو مأخذ الجد لفروا منها جميعاً، ونجوا بجلودهم ولم يبق منهم غير أدور لينو وعرمان.. مشيراً إلى ارتباط لينو في أذهان الناس بالحرائق والخراب في منطقة ابيي، وأقول إن المتأمل في تصريح لينو يتأكد له أنه لم يصدر في حالة طبيعية يفترض أن يحسب فيها كل مرشح أقواله، بعد معرفته لحجمه الحقيقي، ليعمل على استقطاب الناس اليه بالبرامج والدعوة بالحسنى، بعيداً عن الاستفزاز الذي بدر من لينو بقوله إنه سيصبح بعد (50) يوماً حاكماً على الخرطوم غصباً عني وغصباً عنك، أخي القارئ مواطن الخرطوم، فهو قد ضمننا جميعاً في جيبه نصوت له بالإشارة ليصبح والياً على الخرطوم التي لا يعرف أهلها عنه غير تبشيره بأحداث يوم الاثنين الأسود، وغيرها من تصريحاته المستفزة، فالرجل ألغى بتصريحاته جماهيرية د. عبد الرحمن الخضر الوالي القريب من الغبش والفئات المختلفة، والغى كل المرشحين الآخرين بعد أن رأى أنهم لا يطولون قامته.. في زمان المهازل التي جعلت أدور لينو يجزم في الخرطوم بأنه صاحب الأغلبية الساحقة، التي تصوت له بغض النظر عن برنامجه ومواقفه السابقة، أو تجاربه الفاشلة أيام كان بالحكومة، حيث لم نعرف له أيامها أدواراً تذكر.. عموماً أن لينو قال ما لم يقله المشير البشير، الذي أكدت زياراته للجنوب أنه صاحب الجماهيرية الأكبر في كل بقعة من السودان، على عكس لينو الذي نريده أن يختبر نفسه في ندوة في قلب الخرطوم، وأخرى في أطرافها، ليعرف حجم جماهيريته مقارنة بجماهيرية مرشح الوطني د. عبد الرحمن الخضر، فحينها سيعرف أن الانتخابات لا تكون نتائجها بالأمان، وأن الكلام سهل، والخمسون يوماً ستفصل بين الذين يتكلمون لمجرد الكلام، وبين الذين يعملون في زمان صار فيه الناخب الشمالي والجنوبي، أكثر وعياً ولم يؤمر من أحد فيطيع، كما كان في عهود سطوة الطائفية وغيرها.