أشكر مكتب الأمم المتّحدة بالخرطوم الذي «يذكرني» ويمدني دائماً ببيانات وتقارير صحفية حول المناسبات والأيام الدولية التي تحتفل بها البشرية مثل الاحتفال بيوم المرأة العالمي. وعادة لا أفوت الفرصة أو المناسبة المعنية لتسليط الضوء عليها وتقديم ما نعتقد أنه مفيد و«جديد» ويضيف شيئاً للفكرة أو المناسبة المعنية وهذه المرة تأخرت كثيراً في الاحتفاء بمناسبة يوم المرأة العالمي والذي صادف أمس الأول وربما لا يبتعد هذا «التأخير» عن «التأخير» و«التراخي» الذي يحيط بأوضاع المرأة في الدنيا كلها وفي عالمنا الثالث وفي عالمنا السوداني على وجه التحديد فأوضاع المرأة عموماً ليست على ما يرام وتتعرض لكثير من صور التهميش والتشويه - التشويه بموية النار خير مثال - والتعذيب والاضطهاد والظلم والمعاناة وما يؤكد صحة هذا الكلام هذه الأرقام والاحصائيات التي أمدني بها مكتب الأممالمتحدة ودعونا نقرأ منها فقط الآتي لا زالت نسب ومعدلات الوفايات وسط الأمهات عالية حيث انخفض المعدل إلى 536000 امرأة وفتاة سنوياً. ü 70% من النساء في العالم يتعرضن للعنف في كل منطقة وفي كل دولة. نسبة النساء في سوق العمل 6.52% حيث يشغلن وظائف أقل أجراً في كل العالم. لازال العنف ضد المرأة يعتبر من دواعي الخزي العالمي فالعنف الجنسي خلال النزاعات منتشر بصورة كبيرة. وحسب تقديرات الأمم المتّحدة تقتل كل عام 5000 امرأة على يد أفراد أسرهن في مختلف أنحاء العالم بدعوى ما يسمى جرائم الشرف. ورغم هذه الصورة «القاتمة» فإننا أيضاً لا ننكر أن هناك تقدماً في كثير من المجالات التي تهم المرأة مثل ارتفاع معدلات التعليم وسط النساء وتوسيع فرص العمل ووصولهن إلى مراكز قيادية متقدمة مثلما يحدث عندنا في السودان ولكننا أيضاً لا يجب أن ننسى أن هناك أوضاعاً مزرية مثلما تعرّضت له المرأة في دارفور طوال سنوات الحرب العجاف التي جعلت نصف النساء هناك مشردات ونازحات ولاجئات ومضطهدات تحت مختلف «مظلات» الاضطهاد وبمناسبة اليوم العالمي نحيي جميع النساء في بلادي وأهدي إليهن ما خطه «يراع» وأنامل وحنجرة فناننا المبدع عبد الكريم الكابلي والذي هو في محصلته خير هدية للمرأة في يوم عيدها العالمي. حيث نقدم في هذه المساحة نشيد فتاة الغد الذي ظل ويظل يرسم على الدوام خارطة الطريق التي نتمناها للمرأة السودانية أصولاً بها لمرافئ العلا والمجد: أي صوت زار بالأمس خيالي طاف بالقلب وغني للكمال واذاع الطهر في دنيا الجمال واشاع النور في جوف الليالي إنه صوتي أنا زاده العلم سنا إنه صوتي انا إبنة النور أنا اوتدري من أنا أنا أم اليوم أسباب الهنا أنا من دنياكمو أحلى المنا كل حب في الورى رجع حناني كل نبع دافق بالخير داني من ينابيع يغذيها كياني أنا نصف قدحوي كل المعاني من يدانيني أنا ابنة النور أنا يا شباب الغد اسمعني جوابا يقتنيه الجيل في الدنيا كتابا إن عزمي من فتاتي مستمد فهي ذاتي ومرآة لصفاتي فأطمئني يافتاتي كل ما فات يرتجى قد سلمنا من الزلل فلنعد ولتعد لنا فرحة العيد والأمل فالنعد والتعد بنا سنة الله في الأذل سوف نرتقي سلم المجد رقيا ونفيض العلم ينبوعا رويا وننادي بتلاقينا سويا لنشيد المجد صرحا أبديا نحو سودان جديد